سحب رواية “مذكرات مثلية” للروائية فاطمة الزهراء أمزكار يضع الحريات على المحك
"انتصار لدعاة الظلام، وانهزام للتحرر في مغرب"
في خطوة أثارت جدلاً واسعاً في المملكة المغربية، منعت السلطات عرض رواية “مذكرات مثلية“، للكاتبة المغربية فاطمة الزهراء أمزكار، في المعرض الدولي للكتاب في العاصمة الرباط.
وتحتضن العاصمة المغربية الرباط، المعرض الدولي للكتاب والنشر المنظّم في دورته الـ27، للفترة بين 03 و12 حزيران/ يونيو 2022.
وأثار خبر سحب الرواية ومنع حفل توقيعها تخوفاً من عودة شبح التشدد والتضييق على حرية التعبير في المنطقة. في حين برّرت وزارة الثقافة المغربية قرارها بأن “الكتاب لم يكن مدرجاً في اللائحة الأولية للكتب المعروضة”.
في هذا السياق، نفت الروائية فاطمة الزهراء أمزكار، عدم إدراج الكتاب. وأشارت، في تصريحاتٍ صحفية، إلى أن “ناشر روايتها سبق أن أكد لها وجود الكتاب في اللائحة الأولية “.
ورأت أن سحبها هو بمثابة “انتصارٍ لدعاة الظلام، وانهزام للتحرر ومغرب الغد الذي يبنى على التسامح وتقبل الآخر”.
ولم تستبعد المؤلفة أن “تكون الوزارة قد رضخت لضغوط الظلاميين الذين اتهموا الرواية بالترويج للشذوذ”. إذ تعرّضت الرواية، منذ الإعلان عنها، لحملة مناهضة لطرحها في المعرض، على خلفية موضوعها الذي يتناول مجتمع الميم-عين في المغرب.
سحب “مذكرات مثلية” تقييد لحرية الفكر والإبداع
تعليقاً على هذا القرار، اعتبر/ت العديد من المدافعات/ين عن حرية الرأي والتعبير هذه الخطوة بمثابة “نكوص وتراجع في مسار حرية الإبداع ببلادنا”.
في هذا الإطار، أدانت حركة “خميسة”، المدافعة عن حقوق النساء، مصادرة الرواية وحملة الكراهية والتشهير والعنف اللفظي والنفسي الذي تعرضت له الكاتبة. واعتبرت أن هذا المنع “هو تقييد لحرية الإبداع الذي تنص عليه المادة 18 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان”.
وطالبت وزارة الثقافة المغربية بـ”التراجع عن قرار منع حفل التوقيع وإعادة النسخ المصادرة”. وشددت على “حماية حرية الفكر والإبداع وحرية التعبير”.
يذكر أن رواية “مذكرات مثلية” تسرد حياة فتاة مثلية داخل مجتمع مغربي، تحاول الانفلات منه. كما تبرز العلاقة بين المثلي والدين والدولة والوطن.