السلطات اليونانية تمنع المناضلة سهى بشارة من دخول أراضيها
أقدمت السلطات اليونانية على منع الأسيرة اللبنانية المحررة سهى بشارة من دخول أراضيها، حيث أوقفتها في مطار أثينا، مانعةً إياها من دخول اليونان بذريعة أنها “تشكّل خطرًا على الأمن الأوروبي”.
وقد قامت السلطات اليونانية باحتجاز المناضلة لساعات في المطار، ليل أمس الثلاثاء 11 تموز/يوليو، ومن ثمّ إعادتها إلى بيروت.
وعاودت سهى السفر صباح اليوم 12 تموز/ يوليو إلى سويسرا، حيث تقيم.
من جانبها، ادّعت قوات الأمن اليونانية أن سبب التوقيف يعود إلى وجود “تحذير في السجلات الوطنية من دخول سهى لليونان”.
بالإضافة إلى اعتبارها تشكّل “تهديدًا للسياسة العامة أو الأمن الوطني أو العلاقات الدولية لدولة أو أكثر من دول الاتحاد الأوروبي”.
من هي سهى فواز بشارة؟
مناضلة يسارية، انخرطت في النضال ضد الاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان عندما كانت في العشرينيات من عمرها.
وفي عام 1998 قامت بمحاولة اغتيال استهدفت فيها أنطون لحد، قائد ما كان يسمى بجيش لبنان الجنوبي، الموالي للاحتلال الإسرائيلي.
ورغم نجاته من محاولة الاغتيال، إلّا أنها أدّت إلى شلل في ذراعه اليسرى، وإصابة في صدره.
حينها، تم توقيف سهى من قبل حرسه الشخصي واقتيادها إلى معتقل “الخيام” الشهير، الذي شهد على وحشية الاحتلال الإسرائيلي.
فمعتقل الخيام، هو سجن بناه الانتداب الفرنسي في بلدة الخيام الجنوبية، واستعمل خلال الاجتياح الإسرائيلي للجنوب كمركز تحقيق واستجواب.
وتم اعتقال حوالي 400 امرأة فيه اختبرن أبشع أنواع التعذيب الجسدي والنفسي وكانت سهى من بينهن.
وبعد تحرّرها من الأسر، وتحرير الجنوب من الاحتلال، قامت بنشر كتابين، الكتاب الأول كان بعنوان “مقاومة” وهو كتاب سيرة ذاتية.
وأما الكتاب الثاني فحمل عنوان “أحلم بزنزانة من كرز” وهو كتاب سيرة ذاتية أيضًا، كتبته بالشراكة مع صحفية أخرى اختبرت معها مأساة الاعتقال.
ونحن بدورنا، نؤكّد على تضامننا مع البطلة سهى في وجه الاعتبارات الاستخباراتية التي تقيّد حرية التنقّل، وتعامل النساء المناضلات على أنهن “خطر أمني”.
في الوقت ذاته، تتغافل عن انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي ومسؤوليته الموثّقة عن جرائم ضد الإنسانية تم ارتكابها في معتقل الخيام والجنوب اللبناني.