جمعية قرية “المحبة والسلام”.. انتهاكات جنسية بحق الطفلات وإتجار بالرضيعات
ضجت مواقع التواصل الاجتماعي اللبنانية، بقرار إغلاق جمعية “قرية المحبة والسلام” بشكل فوري، وختمها بالشمع الأحمر نظرًا للانتهاكات التي ارتكبت داخلها بحق القاصرات والرضيعات.
وصدر قرار القاضية المنفردة الجزائية جويل بو حيدر يوم الجمعة 28 تموز/ يونيو بعد تحقيق تم افتتاحه في آذار.
شراكة متبادلة في التغطية على الجرائم
افتتح التحقيق على خلفية قيام مديرة الجمعية نورما سعيد ببيع رضيعتين لعائلتين أجنبيتين دون أي إجراءات قانونية.
فقد ارتكبت جرم الاتجار بالبشر، عبر إيهامها بعض العائلات بأن الرضيعات المتواجدات لديها بقرار من المحكمة، يمكن تبنيهن عبرها من دون اللجوء إلى المحكمة.
وذلك من خلال تزوير المستندات العائدة لهن بمساعدة أحد المخاتير وإحدى المستشفيات لقاء دفع مبالغ مالية. وقد استعملت المناورات الاحتيالية أمام المحكمة موهمة إياها بتواجد طفلتين رضيعتين لديها. في حين أنها سلمتهما لعائلتين غريبتين دون علم المحكمة ودون أي حق قانوني.
لتنكشف بعدها سلسلة من الانتهاكات والجرائم التي كانت ترتكبها نورما، أو تتستر على ارتكابها.
تحرش بالقاصرات وإجبارهن على ممارسة الجنس
فقد قام المدعو جبران كالي، وهو حسب التعريف، عضو في الجمعية بالتحرّش بقاصرات. بالإضافة إلى إجبارهن على ممارسة الجنس القسري وتعاطي المخدرات، وذلك بمعرفة مديرة الجمعية.
ولم تكن تلك أفظع انتهاكات نورما، رغم بشاعتها، فقد عمدت إلى إجبار قاصرات على ارتياد الملاهي الليلية، وسمحت لهنّ بشرب الكحول حتى الثمالة.
“حماية” القاصرات.. تهديد بالسجن وإجبار على العمل المنزلي دون أجر
وقد سبق وظهرت نورما في مقابلة تلفزيونية بصحبة جبران، ادّعت فيها أن جمعيتها ليست للإيواء ولا للرعاية، بل هي جمعية “حماية”.
ونوّهت إلى أن الفتيات ينتمين إلى فئات عمرية مختلفة تتراوح بين حديثات الولادة وصولاً إلى اللواتي يبلغن 17 عامًا.
وأنها تتعهدهنّ بعد تحويل من النيابة العامة بغية حمايتهنّ، ما يعيد إلى الواجهة التساؤل الكبير ذاته حول آليات الرقابة التي يعتمدها القضاء اللبناني.
وعلى أثر كل تلك الانتهاكات، جاء في تقرير القاضية أن إحدى الفتيات المراهقات ذكرت في شهادتها أنها حاولت الانتحار، بينما لم تتخذّ نورما أي إجراء احترازي أو علاجي لمساعدة الفتاة.
ومما ارتكبته كذلك، كان ممارسة التهديد بالسجن على القاصرات لترهيبهنّ ومنعهنّ من الحديث عن الانتهاكات التي يتعرضن لها.
بالإضافة إلى اصطحابهنّ للمبيت في منزلها، وإجبارهنّ على القيام بالأعمال المنزلية دون أجر، وهو ما يخالف أنظمة الجمعيات كافة.
يذكر أن الجمعية قد تأسست في العام 2020، تحت شعار أنها جمعية تنموية، إنسانية، اجتماعية.
وتأتي هذه الجريمة بعد سلسلة من الانتهاكات والجرائم يختبرها الطفلات/ الأطفال في لبنان. بعد حادثة حضانة الجديدة التي تعرّضت الطفلات/ الأطفال فيها للتعنيف الجسدي والنفسي.
وتلاها تكشّف الغطاء عن جريمة اغتصاب وموت الطفلة لين طالب، ثم خبر اغتصاب طفل داخل مقهى في عكار.
تنذر جميع هذه الحوادث بالخطر حول السلامة الجسدية والنفسية للطفلات/ الأطفال في لبنان، وانعدام اهتمام مؤسسات الدولة بمتابعة أمورهن/م والحرص على حياتهن/م.