السلطات التركية تمنع بثّ مسلسل براعم الورد القرمزي بذريعة “الإساءة للقيم”
منعت السلطات التركية بثّ مسلسل “براعم الورد القرمزي”، بعد عرض الحلقتين الأولى والثانية منه وتحقيقهما 12 مليون مشاهدة على يوتيوب.
وأتى قرار حظر النشر الصادر عن المجلس الأعلى للإذاعة والتلفزيون في البلاد، بذريعة الإضرار بـ” القيم الوطنية والأخلاقية”.
براعم الورد القرمزي يسلّط الضوء على تزويج القاصرات
تدور أحداث المسلسل حول الشقاق بين الجماعات العلمانية والإسلامية في تركيا، ويسّلط الضوء على نمط الحياة المنعزل الذي تتخذه الجماعات المتشددة.
وذلك من خلال قصة البطلة “مريم” المنضمة إلى جماعة إسلامية، لكنّها تحاول منع تزويج ابنتها البالغة من العمر 14 عامًا تجنّبًا لتكرار مأساتها هي.
وقال منتج المسلسل فاروق تورغوت، إن المسلسل يعكس الواقع الاجتماعي لتركيا ويصوّر الصراع بين الشرائح العلمانية والمتدينة. كما نقلت صحيفة حرييت التركية قوله “أحاول أن أعكس في مرآة واقع المجتمع التركي، يجب مناقشة الحقائق بدل تجاهلها”.
في المقابل، اتهمت جهات إعلامية موالية للحكومة المسلسل بأنّه “معادٍ للإسلام”. كما كتب رئيس مجلس إدارة هيئة الإذاعة والتلفزيون عبر منصة “إكس” أن “المشاهدون الغاضبون دعوا إلى إلغاء عرض المسلسل، وإن ملصقاته الإعلانية في الشوارع تعرضت للتخريب بالطلاء الأسود”.
ومن الجدير بالذكر أن ما كتبه أبو بكر شاهين صحيح، فبالفعل تم تخريب الملصقات ومهاجمة المسلسل من قبل الجماعات الدينية نفسها التي يتناول المسلسل نمط حياتها.
ليست قصة خيالية مسيئة.. إنه الواقع
لم تكن تلك المحاولة الأولى لإيقاف عرض المسلسل، فقد سبق وأن أصدر المجلس الأعلى للإذاعة والتلفزيون “آرتوك” قرارًا بتعليق بثّه مدة أسبوعين في نهاية كانون الأول/ ديسمبر.
بالإضافة إلى فرض غرامة مالية على قناة “فوكس” التي تعرض، بقيمة تسعة ملايين ليرة تركية أي ما يعادل 275 ألف يورو.
وفي 8 كانون الثاني/ ينايرصدر القرار الأخير بمنع بثّ الحلقات “بشكل مؤقت”، بعد أن حقق ملايين المشاهدات على يوتيوب.
يذكر أنه في نهاية عام 2022، أثارت قصة تزويج فتاة قاصرة تبلغ من العمر 6سنوات من قبل أهلها المنخرطين في جماعة إسلامية، ضجة كبيرة وغضبًا في تركيا.
وفي نهاية شهر تشرين الأول/ أكتوبر الماضي حكم على ذويها والرجل الذي تزوجها بالسجن بين 16 و 30 عامًا، ما يعني أن مشكلة تزويج القاصرات موجودة في تركيا كأيّ مكان آخر.
فعن أيّ تشويه وإساءة يتحدثون؟ أم أنها الرغبة بقمع أي محاولة تسلّط الضوء على الانتهاكات المرتكبة بحق الفتيات والطفلات؟