بعد عام على زلزال مدمر في تركيا وسوريا.. ملايين الطفلات والأطفال بلا مأوى
عامٌ مضى على زلزال مدمّر ضرب جنوب تركيا وشمال سوريا مطلع عام 2023. ملايين الأشخاص والعائلات نزحن/وا قسرًا إلى خيامٍ أو حاويات معدنية على حدود البلدين. بعد مرور 12 شهر، ما تزال الأزمة الإنسانية قائمة.
ضحايا الزلزال
في تقريرها الصادر حديثًا، أعربت منظمة Save The Children الدولية عن قلقها إزاء تفاقم الأزمة الإنسانية بعد الزازال. إذ أوضحت تأثير النزوح القسري على المتضررات/ين من الهزة الأرضية العنيفة، وخصوصًا الطفلات/الأطفال.
ما يُقارب 18 مليون شخص تأثرن/وا بالزلزال في البلدين، بينهن/م أكثر من 2 مليون طفل وطفلة. بعد الانتقال إلى الحدود والمخيمات، ماتزال العائلات والأفراد بحاجة إلى الدعم الإنساني لتجاوز تأثيرات الزلزال.
كما رصد التقرير ازدياد أزمات الصحة النفسية، جراء ما حدث وبسبب النزوح القسري على الطفلات والأطفال. حيث أظهرن/وا علامات الاكتئاب والحزن والقلق، إضافة إلى سلوكيات عنيفة وكوابيس. يحدث ذلك بينما ما تزال التأثيرات المادية الملموسة تؤثر سلبًا على جودة حياة الضحايا.
لا شك أن الطفلات/الأطفال من أكثر المتأثرات/ين بالأزمات الإنسانية. لكن الأزمة المستمر لأكثر من عامٍ تتقاطع مع أزمات إنسانية سابقة.
وهو بدوره ما يجعل التجاوز أمرًا صعبًا على عدة مستويات، منها بالطبع الصحة النفسية والجسدية. وذلك خصوصًا في ظل غياب الرعاية الصحية الملائمة بسبب ظروف الحرب في سوريا وتصاعد أعداد النازحات/ين إلى الحدود التركية.
ماذا عن النساء؟
رصد موقع “شريكة ولكن” أن النساء من أكثر الفئات المتضررة من الهزة الأرضية العنيفة. فبجانب المعاناة المشتركة، تعاني النساء بشكلٍ خاصٍ بسبب النوع الاجتماعي.
منظمة Action Aid الدولية عبرت في وقتٍ سابق عن قلقها إزاء أوضاع النساء من المجتمعات المهمشة بالفعل واللواتي تأثرن بالأزمة بشكل أعمق، مقارنة بالرجال.
ومن ضمن هذه التخوفات كان رصدًا لاحتياجات النساء في الوصول إلى الخدمات الصحية، وتوفير منتجات العناية الشخصية، وخدمات الصحة الجنسية والإنجابية. ويُذكر أن للحوامل والمرضعات احتياجًا لا يمكن المساومة عليه، فيما يتعلق بالعدالة الصحية غير المتوفرة في مخيمات النزوح.
كما رصد تقرير أعدته “شريكة ولكن” ازدياد تعرض النساء والفتيات إلى العنف القائم على أساس النوع الاجتماعي في أماكن الإيواء بعد الزلزال. وذكر التحقيق تفصيلًا أن النساء والفتيات يتعرضن إلى العنف الجنسي، ولا يوجد سبيل لحمايتهن أو محاسبة الجناة.
يجعلنا ذلك نتساءل عن أوضاع الطفلات/الأطفال إن كان العنف الذي تعانيه النساء، وبعضهن قادرات على التعبير عنه، يعاني منه الطفلات/الأطفال أيضًا.