توقيف أحد المعتدين على المحامية اللبنانية سوزي بو حمدان
اعتداء بالضرب والسحل وسرقة ملف طلاق
رغم التباطؤ في وضع حدٍّ للانتهاكات الأبوية، التي تبين حجم الاستهزاء بالحقوق المدنية للنساء، ألقت القوى الأمنية في لبنان القبض على أحد المعتدين على المحامية سوزي بو حمدان، المدعو مهدي الموسوي.
وقع الاعتداء أمام المحكمة الجعفرية في محلة المشرفية- الشياح، نهاية شهر نسان/ أبريل الماضي، على خلفية دعوى طلاق.
وتتكرر مشاهد الاعتداء على المحاميات في قضايا الطلاق في المحاكم الجعفرية، في تجسيدٍ تام للاستحقاق الذكوري والغضب من محاولة النساء للانفصال. بالإضافة إلى وعدم وضع أي اعتبار للسلط التشريعية التي يمثلنها.
View this post on Instagram
ضربا محامية وسرقا ملف الطلاق
وجاء في البيان الصادر عن قوى الأمن الداخلي- شعبة العلاقات العامة بأنه، وفي تاريخ 25 نيسان/أبريل الجاري أمام المحكمة الجعفرية، “أقدم المواطن (مهدي الموسوي)، من مواليد عام ۱۹٦٨، وابنه على الاعتداء بالضرب على المحامية (سوزي بو حمدان) وكيلة زوجة الثاني، وسرقا منها ملف دعوى طلاق وفرّا إلى جهةٍ مجهولة”.
وفي تفاصيل القضية التي وثقتها منصة “شريكة ولكن”، فقد تعرضت المحامية سوزي بو حمدان للضرب والسحل أمام باب المحكمة الشرعية الجعفرية بمنطقة الشياح في بيروت من قبل زوج إحدى موكّلاتها.
وكان المعتدي قد رفع على زوجته “دعوى مساكنة” لإجبارها على العودة إلى منزله، عبر المحكمة الجعفرية التي عرفت بقوانينها المتحيزة ضد النساء.
وكان الزوج المعنّف قد اصطحب عددًا من الشبان إلى المحكمة للاعتداء على المحامية، ومحاولة سرقة ملفّ القضية من يدها بالعنف.
تزامن ذلك الاعتداء مع وجود الإعلامية ناديا أحمد في المكان ذاته، حيث وثّقت الجريمة.
وبعد متابعة من قوى الأمن الداخلي جرى تحديد موقع المعتديان. وبتاريخ 03 أيار /مايو، ألقي القبض على الأب (مهدي الموسوي)، وتم تحويله لمتابعة التحقيقات. فيما ما زال البحث جاريًا عن ابنه.
وفي ظل استمرار الاعتداء على المحاميات ومهاجمتهن بغرض ترهيبهن من العمل على قضايا الطلاق والحضانة في المحاكم الجعفرية، تلقي هذه القضية الضوء على حجم العنف والأذى الذي تتعرض له النساء لمجرد التجرؤ على المطالبة بحقوقهن المشروعة. كما تذكّر بالخطر المحدق بالمحاميات اللواتي يشكلن تهديدًا على قدرة الرجال على استخدام القضاء لتحقيق سلطتهم الذكورية.