“رفعت عيني للسما” فيلم مصري يحصد جائزة العين الذهبية بمهرجان كان

عن فيلم “رفعت عيني للسما”، احتفلت فرقة بانوراما البرشا المصرية بجائزة أفضل فيلم تسجيلي بمهرجان كان الدولي لعام 2024. الفيلم من إخراج المخرجة المصرية ندى رياض والمخرج المصري أيمن الأمير، وتم إنتاجه بدعم من الصندوق العربي للفنون والثقافة “آفاق”.

ما هي فرقة مسرح بانوراما البرشا؟

شقت فرقة البرشا طريقها من أقصى صعيد مصر، محافظة المنيا. حيث بدأت مجموعة شابات رحلتهن في التوعية بقضايا نسوية عبر مسرح الشارع في قريتهن “البرشا”. ومن أهم القضايا التي ناقشتها الفرقة: تزويج القاصرات والعنف الأسري وحق التعليم.

يتألف الفريق من عدة شابات، منهن ماجدة مسعود، وهايدي سامح ومونيكا يوسف، ومارينا سمير ومريم نصار وليديا هارون. أما مؤسسة الفريق فهي تريزا سمير، ومديرته الفنية، هي أختها الصغرى يوستينا سمير.

بدأت الفرقة نشاطها عام 2004، وتم تسجيلها رسميًا بعد عشر سنوات في عام 2014، لتتلقى أول منحة مالية في 2016.

في مقاله، ذكر الدكتور محمد أبو الغار كيف قاومت عضوات الفريق التجاهل والاستهزاء بهن من المارة، لكونه نشاطًا غير معتاد في القرية. بعد ذلك، أصبحت الفرقة محل أنظار مجتمعها الصغير، واشتركت في مسرحياته فتيات ونساء مسلمات ومسيحيات، متعلمات وأميّات. ثم بدأت الفرقة عروضها المستوحاة من الفلكلور الشعبي والصعيدي وتناقش قضايا النساء والفتيات في قرى مجاورة.

لكن التهميش والاستهداف طالا الفرقة وعضواتها، نظرًا لكون غالبيتهن من المسيحيات ومن قرية يُعتقد فيها أن النساء للزواج فقط. فكان عرض مسرحية “محاكمة القرية” التي ناقشت كل أوضاع النساء والفتيات في القرية من منظور هؤلاء النساء والفتيات أنفسهن.

في عام 2011، ترشحت تريزا سمير مؤسسة الفرقة للبرلمان على قائمة الحزب المصري الديموقراطي. وكما ينقل عنها دكتور محمد أبو الغار: “أهل البرشا شجعونى. رغم أننى كنت بنتًا صغيرة، وكانت بداية كسر العادات والأفكار”.

عن فيلم “رفعت عيني للسما”

تدور أحداث الفيلم حول رحلة عضوات الفرقة في بدء مسرح شارع بقريتهن بمحافظة المنيا. وتنقل أحادثه التحديات التي واجهت عضوات الفرقة وكيف تغلبن عليها.

مدة الفيلم حوالي ساعة و45 دقيقة. تم عرضه مرتين بالمهرجان، ليحصد جائزة العين الذهبية عن أفضل فيلم تسجيلي بمهرجان كان في دورته الـ77.

حضرت عضوات فرقة بانوراما البرشا المهرجان، وتألقن على السجادة الحمراء، مُحتفياتٍ بإنجاز هو الأول من نوعه لفيلم مصري. إذ حصد مخرج فيلم “ريش” جائزة أسبوع النقاد عام 2021، ومن بطولة امرأة صعيدية مسيحية: دميانة نصار.

جدير بالذكر أن إحدى عضوات الفريق، مريم نصار، هي ابنة بطلة فيلم “ريش”. مثالٌ على أن الفن والإبداع متواجدان في أكثر المناطق التي تعاني تهميشًا مضاعفًا ومبنيًا على النوع الاجتماعي والعقيدة الدينية.

هؤلاء النساء كسرن نمطية التفكير التي تُرسّخ للعنف ضد النساء والأقليات الدينية في مصر. كما ضربن أمثلة حية على أن الصور النمطية المنتشرة حول صعيد مصر والنساء الصعيديات يُمكن تحديها وكسرها.

قد يعجبك ايضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد