الحرب على النسوية في إيران…الحكم على چينا موداريس غورجي بالسجن 21 سنة

حكمت محكمة النظام الإيراني على النسوية والصحفية الكردية چينا موداريس غورجي بالسجن لمدة 21 عامًا. وذلك على خلفية تهم كيدية تتعلق بالتآمر للإطاحة بالنظام الإيراني من خلال تبني “الأيديولوجية النسوية”.
چينا موداريس غورجي هي نسوية ومدافعة عن حقوق الإنسان وبائعة كتب ومدونة، تنحدر من إقليم سنندج (سينه) بكردستان. وتعد من أبرز المدافعات عن قضايا النساء والفتيات في المجتمع الكردي، وعن الحقوق الاجتماعية والثقافية للأقليات في إيران.
تمارس چينا نشاطها من خلال عقد نوادي الكتب وكتابة المدونات وكذا العمل التنظيمي والصحفي.
وقد تم اعتقالها عدة مرات منذ سبتمبر 2022 على اثر مشاركتها في الانتفاضة النسوية ضد مقتل چينا مهسا أميني.

سجن چينا موداريس ضربة أخرى لحقوق النساء في إيران

في هذا الصدد قالت شبكة الكردية لحقوق الإنسان، ومقرها فرنسا، أن چينا كانت لفترة طويلة ملاحقة من النظام الإيراني، حيث اعتقلت لأول مرة من قبل وزارة المخابرات الإيرانية في مدينة سينه في 21 سبتمبر/أيلول 2022 بعد وقت قصير من بدء الاحتجاجات التي اندلعت بعد مقتل چينا مهسا أميني.

وقد تم إخطار چينا موداريس غورجي، في 24 مايو/أيار 2024، بأن الفرع الأول لمحكمة سنندج الثورية حكم عليها بالسجن لمدة إجمالية تصل إلى واحد وعشرين عامًا.
ووفقاً للشبكة الكردية لحقوق الإنسان فقد أصدرت المحكمة على چينا موداريس غورجي مجموعة من الأحكام بتهم كيدية، وهي السجن 10 سنوات بتهمة “تشكيل جماعة غير قانونية بهدف الإطاحة بالنظام”. السجن لمدة عام بتهمة “الدعاية المعادية ضد الدولة”، و10 سنوات أخرى بتهمة التواطؤ مع الجماعات والدول المعادية”. ويتضمن الحكم أيضًا النفي إلى سجن همدان ضمن الإجراءات العقابية.
وفي حالة تأكيد هذا الحكم، سيتم تنفيذ عقوبة السجن لمدة عشر سنوات على چينا، بموجب المادة 134 من قانون العقوبات الإسلامي في إيران، والذي على أساسه، يتم تنفيذ العقوبة القصوى في حالات الجرائم المتعددة من أنواع مختلفة، أي سيتم اختيار الحكم الأقصى ضمن الأحكام التي صدرت في حقها.
وقد قدم دفاع چينا استئنافًا ضد الحكم، ويجب أن تبت فيه محكمة الاستئناف في سنندج قريبًا.

الأيدولوجيا النسوية تهدد النظام الأبوي في إيران

بالإضافة لقائمة التهم الموجهة ضد چينا مودارس غورجي، فإنها متهمة أيضًا بتأسيس جمعية “زيفانو” ومقرها مدينة سينه (سنندج) في كردستان، وهي منظمة أسستها چينا للدفاع عن حقوق النساء، ووضع النظرية النسوية في مركز النضال من أجل التغيير السياسي والبيئي والاجتماعي. وتعتبر المنظمة شوكة في حلق النظام الفاشي والأبوي في إيران.
وينص الحكم على أن المنظمة كانت تهدف إلى الإطاحة بالنظام وأن “الأيديولوجية النسوية” كانت القوة الدافعة المركزية وراء هذا الهدف.
كما تضمن الحكم ادعاءات ضد چينا، مثل المشاركة في اجتماعات غير قانونية، واستخدام شعارات غير قانونية و”التواصل مع العناصر المناهضة للثورة، والمشاركة في مؤتمرات وورش عمل دولية، ونشر محتوى على وسائل التواصل الاجتماعي، وإجراء مقابلات مع وسائل إعلام أجنبية”. “لرسم صورة سلبية عن وضع البلاد وخلق توتر في المجتمع في الفترة الحساسة بعد مقتل چينا أميني”.

چينا موداريس غورجي تاريخ من النضال في الحركة النسوية الكردية

تعتبر چينا غورجي من أبرز النسويات ضمن الحركة النسوية الكردية، فإلى جانب عملها التنظيمي فهي أيضًا مقدمة برامج نسوية، وشاركت في مظاهرات حركة “النساء، الحياة، الحرية” والتي اندلعت على إثر مقتل جينا مهسا أميني بطريقة عنيفة على يد شرطة ما يسمى بالأخلاق في إيران.

يأتي هذا الحكم الإنتقامي ضمن موجة اعتقالات وأحكام قاسية بحق النسويات والصحافيات والمدافعات عن حقوق الإنسان في إيران وكردستان.
ولا شك أن عمل چينا غورجي الصحفي والنسوي قد شكل تهديداً كبيراً للنظام الأبوي الإيراني، الذي أعلن حربه على النساء والنسوية وأصبح السجن لعشرات السنوات وسيلته المُثلى لإسكات الأصوات المعارضة وفرض مزيد من القمع.

قد يعجبك ايضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد