إحياء عاشوراء.. “للرجال فقط”

في عاشوراء، أو العشر الأولى من شهر محرم الهجري، تُقام مراسم الشيعة المسلمة لإحياء ذكرى مقتل الإمام الحسين.

مع اقتراب ذكرى عاشوراء هذا العام، أصدرت الهيئة الإدارية لمنطقة الكوت قرارًا يتضمّن نقاط تنظيمية لإحياء الشعائر. إذ كانت النساء على رأس قائمة الممنوعات.

عاشوراء ونساء محرومات من شعائرهن الدينية

يُمنع منعًا باتًا حضور النساء إلى المواكب الحسينية. هكذا صاغت الهيئة الإدارية لمنطقة الكوت قائمتها التنظيمية لإقامة مراسم عزاء الحسين للعام الجاري.

حيث تم التحريض على منع النساء من حضور المواكب على بعض صفحات مواقع التواصل الاجتماعي. فيما استجابت السلطات لهذه الدعوات بذريعة “حماية النساء من التحرّش”.

تُعرف المراسم الحسينية بأنها مناسبة اجتماعية يتشارك بها المسلمات/ون الشيعة الحزن والسلوى على ذكرى واقعة كربلاء التي قُتل فيها الإمام الحسين.

كما أنها فرصة لتلتقي النساء بنساء أخريات في مناسبة اجتماعية يعبرن فيها عن الحزن والأسى، ويتشاركن الهم والشكوى في مجتمعات تفرض عدم خروجهن إلى الأماكن العامة دون وجود “وصي رجل”.

لكن هذا العام، تقرر منع النساء من الحضور، في تأكيدٍ مستمرٍ على عزلهن اجتماعيًا، ومنعهن من ممارسة شعيرة دينية هامة في عقيدتهن.

لم تكن هذه المرة الأولى التي تحاول فيها السلطات الأبوية الدينية التضييق على النساء في العراق. حيث حاول سابقًا “المرجع اليعقوبي” منعهنّ عن الزيارات الدينية.

سبايا الأمس.. حبيسات اليوم

في مذبحة كربلاء التي ارتكبها الجيش الأموي ضد بيت آل الإمام الحسين، سار الجيش الأموي برؤوس القتلى على الرماح من كربلاء إلى الكوفة.

أما النساء، فتم سبيهنّ وأُطلق عليهن اسم “سبايا الروم”، وتم اقتيادهن إلى مدينة يثرب.

على مر الخلافات الإسلامية، يتشارك الرجال والنساء في المراسم الحسينية. وفي العصر العباسي، كانت النساء الشيعيات يجوبن الشوارع في الليل، والرجال في النهار.

اليوم، باسم “الحمائية الأبوية” وممارسة الوصاية على أجساد النساء، يتم منعهن من ممارسة حقهن في التواجد بالمجال العام. هذا كما لو أن فاجعة كربلاء تخص الرجال وحدهم، ولا تمُسّ النساء.

هذا العزل الجندري للنساء هو نتيجة مباشرة لحملات التحريض الذكورية التي تربط جزافًا بين تواجد النساء في المساحات العامة وبين “إثارة فتنة الرجال”. وبخلاف هذه الجنسنة، يُوضع عبء منع العنف الجنسي على النساء، بدلًا من محاسبة المعتدين.

تبقى النساء حبيسات المنازل يشهدن “السبي الجديد” باسم أنظمة أبوية تقصيهن وتمارس بحقهن حرمانًا من الحقوق الاجتماعية والعقائدية.

قد يعجبك ايضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد