فنانة أمريكية تسخر من ذكورية الفن بتزوير لوحات بيكاسو
هل الفن حقيقة؟ لوقت طويل، شكك النظام الأبوي في قدرة النساء على صناعة الفن، بل وحتى تذوقه أو التفوق عليه.
وبعد تكسير العديد من التقاليد التقييدية للأبوية، والاعتراف بأن الفن لا جندر له وأن النساء قد أبدعن منذ فجر التاريخ في مختلف أشكاله، قامت الفنانة الأمريكية كيرشا كاتشيل بخطوة أثبتت فيها أن الهيمنة الأبوية على مجال الفنون يسهل كسر عنجهيتها عندما تريد النساء ذلك.
الحمام مكان مناسب للذكوريين
خلال 3 سنوات، اعتقد معظم زوار/زائرات “متحف الفن القديم والحديث” بجزيرة تسمانيا الأسترالية بأن لوحات أصلية لبيكاسو قد تم تعليقها في جناح خاص بالنساء ثم في الحمام بعد ذلك. كشفت إدارة المتحف أن اللوحات مزيفة، وقد زيفتها أمينة المتحف والفنانة كيرشا كاتشيل. وهي أيضًا زوجة مالك المتحف.
تعود القصة عندما أقامت كاتشيل جناحًا خاصًا بالنساء في المتحف وعلقت فيه اللوحات. وكان الجناح يستعرض موضوع كراهية النساء.
انتشر خبر الجناح بشكل مدوٍ في الصحافة، كونه معرضًا مخصصًا للنساء فقط، ويعرض أعمالًا أصلية لبيكاسو. وقام أحد الزوار الرجال بالشكوى من منعه من دخول الجناح. بعدها، قامت كيرشا كاتشيل بإجراء ساخر، وذلك بنقل اللوحات إلى حمام النساء، مما زاد تداول الخبر أكثر. فكيف لعملاق الفن أن تصبح لوحاته مجرد ديكور في حمام النساء؟
الفن ليس حقيقة
رداً على إلحاح الصحافة في معرفة أسماء اللوحات، كتبت كاتشيل مدونة حملت عنوان «الفن ليس حقيقة». ترجمت بعضًا منها صحيفة الشرق الأوسط. قالت كيرشا أنها “قامت برسم الأعمال سراً، بمساعدة ابنة شقيقة خبيرة تجميل الأظافر الخاصة بها. وادّعت أنه حتى موظفو المعرض قد انخدعوا باللوحات المزيفة”.
وذكرت الفنانة الأمريكية وأمينة المتحف أنها قررت تزوير اللوحات، “بعد مزاح بشأن الفكرة أثناء تناول المشروبات مع صديقة. لأنها أرادت أن تتناسب ألوان اللوحات مع ألوان المكان والستائر الحريرية الخضراء”.
وكتبت كيرشا كاتشيل: “كنت على علم بعدد لوحات بيكاسو التي يمكنني استعارتها من أصدقاء. ولكن لم يكن أي منها باللون الأخضر، وتمنيت أن تكون الاستراحة ذات لون واحد. كذلك لم يكن هناك متسع من الوقت، ناهيك عن تكلفة إحضار لوحة لبيكاسو؛ إنها باهظة”.
وأضافت: “أن الاتهامات بكراهية النساء، التي لطالما جرى توجيهها إلى الرسام والنحات الإسباني الشهير منذ وفاته عام 1973، كانت محورية وجوهرية لمفهوم المعرض”، واصفة سجل بيكاسو فيما يتعلق بالنساء بـ “الحاد والعنيف”.
وقالت كيرشا كاتشيل: “قامت النساء مؤخراً بانتقاد (بيكاسو) وتحطيمه، والتشكيك في عظمته. إنهن يتعجبن من اختياري لفنه، وهذا يرضيني. لقد أعجبني أن يهيمن شخص يكره النساء على جدران حمام النساء”.
وذكرت أنها “منذ 3 سنوات، تخيلت أن تقع فضيحة وتحمل عنوان (الكشف عن لوحات مزيفة لبيكاسو… عملية احتيال فني!). وتخيلت أن يزور باحث في أعمال بيكاسو، أو ربما أحد معجبيه، أو شخص يبحث عن أمور على محرك البحث (غوغل)، سيزور معرض حمام النساء، ويرى أن اللوحة مقلوبة، ويفضح أمري على مواقع التواصل الاجتماعي”.
أظهرت كاتشيل أن النساء يمكن أن يقلبن سحر النظام الأبوي على نفسه بل وفعل ذلك بشكل ساخر. حيث قامت بخطوة، على رغم تبسيطها، بينت هشاشة حقل الفن عندما يتعلق الأمر بالنساء.
تم تقديس الفنانين الذين أساؤوا للنساء لوقت طويل. وحتى بعد النقد النسوي الواسع لهم، ظل هذا المجال يحميهم بشراسة. لكنه ينتفض عندما يتم تخصيص معرض للنساء أو فقط، أو عند وضع لوحات لهؤلاء الذكوريين في حمامات النساء.