الهجوم على مقر اتحاد نساء اليمن واقتحامه

كشف تقرير قام به فريق بحثي في مركز “الأرشيف اليمني” عن وقوع هجوم في 13 أيار/مايو 2024، على مقر اتحاد نساء اليمن. ذلك بعد أن تداول الاتحاد ومواطنون/ات ووكالات أنباء أخباراً وصوراً حول هجوم نفذه الاتحاد العام لنساء الجنوب للاستيلاء على مقر اتحاد نساء اليمن في مدينة عدن، بدعم من المجلس الانتقالي الجنوبي باقتحام مقر اتحاد نساء اليمن والاستيلاء عليه.

كيف تم الهجوم؟

نقل تقرير الأرشيف اليمني أنه في “يوم الاثنين 13 أيار/مايو 2024، تم تداول أخبار وصور في وسائل التواصل الاجتماعي تظهر نساء ورجالاً يحملون سلّماً وعلم المجلس الانتقالي الجنوبي ولافتة تحمل اسم الاتحاد العام لنساء الجنوب معروضة خارج مقر اتحاد نساء اليمن في مدينة عدن”.

وأضاف أنه “في نفس اليوم، نشرت صفحة اتحاد نساء اليمن في فيسبوك منشوراً جاء فيه أن مقرهم تعرض لاقتحام من قبل مجموعة من النساء التابعات للاتحاد العام لنساء الجنوب، ومجموعة من الرجال التابعين للمجلس الانتقالي الجنوبي في مديرية صيرة.

وكان المنشور “يدين الهجوم على مقر اتحاد نساء اليمن ويذكر أن الهجوم أدى إلى تعطيل الخدمات الأساسية التي يقدمها الاتحاد والتي تشمل دار إيواء النساء المستضعفات، والتي تعمل بشكل مستقل عن أي كيان سياسي. كما يناشد المنشور مختلف المسؤولين الحكوميين، ويحثهم على التدخل لحماية النسيج الاجتماعي المهدد بمثل هذا الهجوم”.

ماهي الأضرار الناتجة عن الهجوم؟

قال اتحاد نساء اليمن في صفحته في فيسبوك وحسابات وسائل التواصل الاجتماعي وفي التقارير الإخبارية الأخرى أنه “خلال الهجوم الثاني بتاريخ 26 أيار/مايو 2024 على مقر اتحاد نساء اليمن، تم تدمير ممتلكاته ومصادرة وثائقه وتم تدمير جميع قاعاته وشاشاته وكاميرات المراقبة”.

هجوم برعاية رسمية

ونقل أرشيف اليمن في تحقيقه عدة زوايا لما حدث تناولت تصريحات الجانبين، لكن التحقيق كشف عن استمرار محاولة اقتحام مقر اتحاد النساء وكشف أنه في “21 أيار/مايو 2024، شارك الاتحاد العام لنساء الجنوب منشوراً في فيسبوك يقول إنه يجب استعادة المقر الرئيسي للجنوب دون استثناء في إشارة إلى اتحاد نساء اليمن”.

كما نقل بياناً عن اتحاد نساء اليمن نشر “في 26 أيار/على فيسبوك يفيد بهجوم آخر على مقرها الرئيسي في مدينة عدن. ذكر البيان أن المقر تعرض للاعتداء والتخريب من قبل مجموعة تدعي أنها من الاتحاد العام لنساء الجنوب بقيادة ندى عوبلي. جاء في المنشور أن المهاجمين دمروا قاعات التدريب وغرف المراقبة ومرافق الإقامة، وهددوا السكان بالعنف”.
ويضيف الحقيق أن اتحاد نساء اليمن “قدم شكوى إلى مكتب المدعي العام في عدن الذي أصدر أمراً للشرطة المعنية بالتدخل، ولكن عندما تم إخطار السلطات، زُعم أن ضابطاً يُدعى ماهر عباس – ضابط تحقيق في قسم شرطة كريتر – تجاهل التعليمات بالتدخل، مما سمح باستمرار الأعمال غير القانونية”.

ودعى اتحاد نساء اليمن إلى تدخل السلطات المعنية ومنظمات المجتمع المدني وجماعات حقوق الإنسان والمنظمات الإنسانية الدولية لحماية مؤسساتهم التاريخية ودعم حقوق المرأة في عدن”.
وحسب تقرير لمنظمة العفو الدولية استند إلى مقابلات مع ست عضوات في اتحاد نساء اليمن، مجموعة النساء والرجال الذين نفذوا الهجوم على المقر قاموا أيضاً بطرد حارس المقر، واستبدلوه بحارس مسلح جديد تابع للمجلس الانتقالي الجنوبي”.

صراع السلطة يستهدف العمل النسوي

في السياق فإن محاولة الاستلاء على مركز اتحاد نساء اليمن من طرف اتحاد نساء اليمن وهو منظمة مدعومة من المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يعتبر أحد أجنحة الصراع في اليمن ويدعمه النظام الإمارتي ويسيطر على مدينة عدن ومناطق أخرى من الجنوب، هذه المحاولة ليست بالجديدة.

فقد نقل تقرير أرشيف اليمن أنه قد “وقعت حوادث مماثلة في اليمن ولكن في مناطق أخرى. ففي 15 تشرين الأول/أكتوبر 2022، اقتحم الجناح النسائي التابع لمخابرات الحوثيين، المعروف بالزينبيات، مقر اتحاد نساء اليمن في محافظة إب. ذكرت الأنباء أن المقر تم تحويله إلى سكن خاص لهذه العناصر بعد طرد عشرات النساء اللاتي كن يشاركن في برنامج تدريبي على المهارات الحرفية للأسر الأكثر فقراً.

كما ذكر تقرير إخباري بتاريخ 27 أيلول/سبتمبر 2022، أن جماعة الحوثي أقالت الأستاذة فتحية عبد الله رئيسة اتحاد نساء اليمن، وعينت الزينبية غادة أبو طالب رئيسة جديدة للاتحاد”.

وأكد الأرشيف أن “الهجوم على مقر اتحاد نساء اليمن من قبل المجلس الانتقالي الجنوبي هو مجرد حادث آخر في سلسلة الانتهاكات التي تحدث في المنطقة. في حوادث مماثلة، قام المجلس الانتقالي الجنوبي، من خلال عناصره، باقتحام مباني المجتمع المدني والاستيلاء عليها”.

وأظهر أنه “في وقت متأخر من ليلة 28 شباط/فبراير 2023، استهدف مسلحون مقر نقابة الصحفيين اليمنيين في التواهي بعدن، وقاموا باستبدال لافتة النقابة، وفرضوا طوقاً مسلحاً حول المبنى. سبق أن سيطرت قوات مسلحة تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي، في حزيران/يونيو 2021، على مقر وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ) بعد اقتحامه وطرد موظفيه.

في الشهر نفسه، داهم مسلحون مرتبطون بالمجلس الانتقالي مكاتب صحيفة الثورة، بعد أن سيطروا على صحيفة 14 أكتوبر في آب/أغسطس 2019، وتم تسليمها جميعا بعد ذلك إلى جهات تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي”.

وفي خلاصة التحقيق استناداً إلى المعلومات التي توصل إليها أرشيف اليمن، فإنه يؤكد “تعرض مقر اتحاد نساء اليمن في مدينة عدن لهجوم من قبل عضوات في الاتحاد العام لنساء الجنوب والمجلس الانتقالي الجنوبي.

وقع الهجوم الأول حوالي ظهر يوم 13 أيار/مايو 2024، ووقع الهجوم الثاني حوالي الساعة 10:45 يوم 26 أيار/مايو 2024. بناءً على التحليل أعلاه، يستطيع الأرشيف اليمني تأكيد وجود عنصر مسلح واحد على الأقل تابع للمجلس الانتقالي الجنوبي في الهجوم الثاني”.

تؤكد المعلومات مفتوحة المصدر التي جمعها الأرشيف اليمني أن الاتحاد العام لنساء الجنوب تمكن من الاستيلاء على المقر خلال الهجوم الذي وقع في 26 أيار/مايو 2024.

قد يعجبك ايضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد