
500 يوم من الحرب في السودان
تخيم الحرب بكل وحشيتها على مصير الشعب السوداني، فتمر الأيام والشهور وكأنها أبد الدهر من المعاناة الآلام والأعمار المسروقة.
هكذا مضى 500 يومٍ على إعلان الجيش السوداني ومليشيا الدعم السريع للحرب ضد الشعب واستقرار البلاد، مخلفة أزمات إنسانية وسياسية وصفت بالأسوأ على مستوى العالم.
حيوات خلف الأرقام
في ظل استمرار الحرب والانتهاكات الجسمية التي تشنها قوات الدعم السريع ضد الشعب السوداني، وانتهاكات أخرى للجيش، لم يعد الحديث عن ضحايا هذا الصراع الدموي بممكن من خلال الأرقام فقط.
أرقام تصف الوضع من القشور فقط لكنها تعجز عن تسجيل كل المآسي والخسائر والآلام التي ألمت بالشعب السوداني.
مآسي خلفت حسب تقديرات نقابة الأطباء في السودان، مايقارب 40 ألف ضحية من مختلف فئات الشعب.
بينما وصفت الأمم المتحدة أن أزمة النزوح جراء الحرب في السودان هي الأكبر على مستوى العالم بنحو 10 ملايين شخص أجبرن/وا على الفرار من منازلهن/م، بينهن/م مايفوق المليوني أسرة.
هذه الأرقام التي تحمل مصائر أجيال كاملة قد تم تدميرها، تحمل أيضًا أزمة غذائية خطيرة، حيث فرضت الحرب تجويعًا ممنهجًا يعاني منه 26 مليون شخص، 755 ألف منهن/م على شفا المجاعة بالفعل.
وفي سياق مأزوم بالعنف خلف آلاف الجرحى والمحتاجين/ات للرعاية الطبية، أخرج الصراع المسلح نحو 80 في المائة من المستشفيات في البلاد عن الخدمة، مع تدمير كامل للبنيات التحتية والمنشآت المدنية والحكومية.
هذا الوضع الصحي الكارثي رافقه انتشار واسع للأوبئة والأمراض المعدية مثل الكوليرا والتهاب السحايا وحمة الضنك والملاريا.
لم يعد القتل والعنف والحرمان من الرعاية الصحية والتعليم والمأوى هو الخطر الوحيد المتربص بمصير الشعب، بل أن سلاح العنف الجنسي هو الآخر أصبح حربًا تخاض على أجساد النساء.
فقد حذرت الأمم المتحدة أن نحو 6.7 ملايين شخص، خاصة النساء والفتيات، معرضات للعنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي.
بينما سجلت منظمات نسوية وحقوقية في السودان، أنه ومنذ اندلاع الحرب ارتكبت مليشيا الدعم السريع مئات جرائم الاعتداء الجنسي ضد النساء والفتيات في مختلف أنحاء البلاد. بالإضافة إلى تسجيل جرائم عنف أبوي ارتكبتها المليشيا منها الاستعباد الجنسي والتزويج القسري.
السيول في السودان فتحت فصلاً جديداً من المعاناة
مرت 500 يومًا شهد فيها الشعب السوداني، مختلف أنواع المآسي والانتهاكات والأحزان التي مزقت مصير البلاد ونشرت الموت والدمار في كل مكان.
في ظل ذلك شهدت البلاد موجة من السيول والفيضانات منذ 27 من آب/أغسطس الجاري، ليفتح فصل جديد من المعاناة يدمر مالم تصله الأيادي التخريبية للعساكر والمليشيا.
وقد أدت السيول إلى وفاة 132 شخصًا على الأقل وتشريد المئات وفق تصريح لوزارة الصحة السودانية.
وصرح مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة أن نحو 27 ألف منزلاً قد دمرته السيول والفيضانات وتضرر نحو 317 ألف شخص في مختلف أنحاء البلاد.
تمر الأيام وتتفاقم الأزمات الإنسانية والاقتصادية، وتدمر سبل العيش أمام الشعب السوداني، بينما يرهن مصير البلاد وثرواتها بيد القوى الاستعمارية والاستبدادية في المنطقة.