وفاة عاملتين في تونس خلال أقل من شهر
لم تعد وفاة العاملات في قطاع الفلاحة بتونس، مجرد حوادث معزولة. بل أصبحت ترقى لوصفها بالظاهرة، نظراً لتكرارها وارتباطها بواقع الاستغلال والتهميش الذي تعيشه النساء والفتيات من القرى والأرياف.
فلم يكد يمر شهر على وفاة عاملة خمسينية في منطقة سيدي مسعود، حتى توفيت تلميذة عاملة في القطاع الفلاحي في منطقة جندوبة. بسبب حوادث العمل.
تفاصيل مؤلمة وتواطؤ مخجل
في تفاصيل هذه الحوادث التي يمكن وصفها بأنها جرائم ترتبط بمنظومة الاستغلال الطبقي للنساء.
نشرت مواقع إخبارية محلية بأن شاحنة كانت تقل عمال وعاملات في القطاع الفلاحي، تعرضت لحادث أسفر عن انقلابها، ووفاة امرأة بالغة من العمر 53 سنة، وإصابة 5 نساء و5 رجال باصابات متفاوتة الخطورة.
وأفاد المدير الجهوي بالمستشفى المحلي بالوسلاتية، بأن الحادث وقع في يوم 13 آب/أغسطس امرأتين من المصابات/ين في حالة خطرة.
وفي واقع مشابه، نشرت منصة “أصوات نسا” النسوية، بأن التلميذة نور مشرقي تعمل كعاملة في القطاع الفلاحي بمنطقة جندوبة، قد توفيت نتيجة لدهسها بعجلة جرار في مكان عملها.
عرض هذا المنشور على Instagram
تتخطى هذه الجرائم دون محاسبة أو مساءلة، ودون أن تشترط الدولة التونسية ظروف عمل إنسانية للعاملات في القطاع الفلاحي. خصوصًا بعد تواتر الانتهاكات التي تؤدي إلى الموت والإصابات بسبب وعورة الطرق وعدم وضع أي شروط للسلامة.
تنشغل الدولة التونسية في ملاحقة الناشطات اللواتي يدافعن عن النساء والطبقات المفقرة والمهاجرات/ين، بينما تتغاضى عن استمرار منظومات القهر والانتهاك في حق فئات الشعب المهمشة.