اغتيالات وتعذيب…جرائم الاستعمار الصهيوني ضد النساء والفتيات الفلسطينيات
وظف الاستعمار الصهيوني ككل مستعمر، عقيدة العنف والإبادة والإرهاب، منذ تاريخ استعماره لأرض فلسطين. وقصد بها مختلف فئات الشعب الاجتماعية والعمرية.
ولعل النساء والفتيات الفلسطينيات ككل الشعب كنّ ومازلن ضحايا لوحشية وإرهاب هذا الكيان. وحشية تنامت منذ حرب الإبادة الجماعية التي يرتبكها الاحتلال ضد غزة، ومن خلال عمليات الاغتيال والإرهاب التي يقودها هذا الكيان ضد الضفة، وتحديداً مخيمات جنين وطولكرم.
اغتيال، تعذيب، وإرهاب
لا يكاد يمر يوم دون أن يوثق الشعب الفلسطيني في غزة والضفة بشجاعة وألم، جرائم الاستعمار الصهيوني. جرائم أصبحت تمر وكأنها شريط إخباري عن واقع معتاد في عالم طبّع مع الموت والأشلاء حتى ماعاد يحرك ساكنًا.
حدد الكيان أهدافه منذ بدء عدوانه الأخير على غزة، أن يمحو كل أثر أو محاولة للحياة. أن يقنص أي طفلة تسعى لأكثر من النجاة.
في مشهد يجسد هذه المأساة، اغتال الإرهاب الصهيوني الطفلة تالا حسام أبو عجوة، أثناء ممارستها للعبة التزلج في شوارع غزة.
تالا هي مثال آخر، ضمن لائحة طويلة تشهد أن كيان الاحتلال يسعى دون خجل لمحو أطفال/طفلات غزة من الوجود. بعد أن دمر منازلهن/م ومدارسهن/م واغتال عائلاتهن/م والحياة التي لم يعيشنها/ونها بعد.
في هذه الأثناء، يستمر في قصف البيوت والشوارع والمستشفيات، ويختطف الأسرى والأسيرات من غزة. ويعرضهن/م لأبشع أنواع العذاب والانتهاكات والعنف، في جرائم أصبحت تدل على نمط ممنهج يهدف لكسر دواخل الإنسان/ة الغزي/ة وتدميره/ها.
في هذا السياق، وثقت كاميرا الصحفي هاني أبو رزق، آثار التعذيب على جسد امرأة فلسطينية في غزة اعتقلها الاحتلال ليوم واحد، وأفرج عنها وعليها آثار التعذيب الوحشي ولا تتذكر اسمها أو عائلتها.
إرهاب مماثل، تشهده جنين وطولكرم إثر العدوان الوحشي الذي يشنه الكيان منذ أيام. حيث أسفر عن استشهاد 18 شخصٌ، وإصابة واعتقال العشرات. إضافة إلى تدمير واسع للممتلكات والمرافق العامة والخاصة والبنية التحتية، بما فيها شبكتي المياه والكهرباء والشوارع.
على إثر ذلك، استشهدت لجين اسامة عبد الرؤوف مصلح 16 عامًا في منزلها برصاص قوات الاحتلال في بلدة كفردان بجنين. ومنعت قوات الاحتلال طواقم الإسعاف من الوصول إليها لإسعافها.
ومن بين ضحايا العدوان الصهيوني على جنين وطولكرم، المسعفة داليا حدايدة. إذ أصيبت بشظايا قصف الاحتلال لمخيم طولكرم، أثناء محاولتها تقديم الإسعافات الأولية للمصابين/ات في العدوان. نجت داليا بأعجوبة، لكن ظلت الإصابة في وجهها شاهدة على إجرام الكيان وطغيانه.
تخاذل واعتياد جرائم الاستعمار الصهيوني
نشعر بأننا نخذل نساء فلسطين كل يوم، ونحن نوثّق الجرائم ضدهن دون أن يحترق العالم، ويتخلصن من هذا الكيان الإرهابي.
نشعر بالألم وقد أصبحت معاناتهن ودمائهن، مجرد أخبار تتدوال وأسماء تذكر، دون فعلٍ يتصدى لمن كان السبب في معاناتهن.
نذكُر كل يوم ضحايا الإرهاب الصهيوني، ونحن على يقين أن مسؤولية إنهائه تقع علينا جميعًا. لن نكتفي بالتنديد، ولن نكون متفرجات على أخواتنا يُذبحن ويُعذبن ويُحرمن من النجاة.