اعتقال الممرضة إيمان معرفي في فرنسا بسبب حديثتها عن الإبادة

اعتقلت السلطات الفرنسية صباح اليوم، الممرضة إيمان معرفي من منزلها في فرنسا، ثم اقتادتها إلى مركز توقيف. وذلك بعد تحدّثها أمام الجمعية الوطنية والبرلمان عن الفظائع التي شاهدتها في غزة خلال 15 يومًا قضتها هناك.

إيمان معرفي والحديث عن الإبادة

في شباط/فبراير الماضي هزت إيمان معرفي فرنسا عندما أدلت بشهادتها بدعوة من اليسار عمّا رأته في غزة.

كانت الممرضة ما تزال تحت تأثير الصدمة بسبب الوضع الإنساني والكارثي في الأراضي الفلسطينية. فلم يكن حديثها مفاجئًا فقط، بل كان لافتًا ومؤثرًا حيث واجهت البرلمان باستخدام الكيان الصهيوني لقنابل الفوسفور ومختلف الأسلحة المحرمة دوليًا في حربه ضد القطاع وسكّانه.

وقالت الممرضة التي عملت في المستشفى الأوروبي جنوبي القطاع لـ 15 يومًا: “لست خبيرة بأنواع الذخائر ولكن هناك استخدام لأسلحة تستهدف الأطفال، عالجنا فتاة حُرقت على الأرجح من الفسفور وهناك ولد وصلنا مصابًا بشلل كامل بسبب رصاصة اخترقت رقبته”.

وتابعت إيمان معرفي للجزيرة: “يجب أن نعرف أن هناك ترجيح لكون هذه الحروق ناتجة عن الفسفور، وأن هناك احتمال استخدام أسلحة محظورة وينبغي أن يحصل تحقيق في تلك المناطق لمعرفة الحقائق”.

رجحت إذن استخدام الأسلحة المحظورة وأكدت أن أصعب الحالات التي عالجتها كانت في قطاع غزة، ساهمت في تحريك الرأي العام الفرنسي ولو قليلا نحو الضحايا الحقيقين. كما عبّرت عن تضامنها ودهشتها بقوتهن/م وصبرهنّ/م وعزمهنّ/م على الانتصار.

“بلد الحريات” لا مكان فيها لإدانة الاحتلال

قال عضو مجلس الشيوخ “أكلي ملولي على منصة لينكدان “إنني أتابع باهتمام كبير وضع إيمان معرفي، المحتجزة حاليًا لدى الشرطة. كان لي شرف استقبالها عند عودتها من غزة، حيث عالجت بشجاعة المصابين جراء القنابل وشهدت بنفسها الفظائع المرتكبة ضد الشعب الفلسطيني”
وتابع السياسي المنتمي لفريق (البيئة التضامن والإقليم) “لقد أثرت فيّ شهادتها، المشبعة بالإنسانية العميقة والشجاعة التي لا تتزعزع. لقد حملت رسالة قوية، نداء إلى الضمير الجماعي: “لن يستطيع أحد أن يقول إنه لا يعرف. “
“وسيكون من غير المعقول وغير العادل إلى حد كبير أن يكون التزامها بالقضية الفلسطينية هو السبب وراء وضعها في حجز الشرطة، في بلادنا، لا يمكن تجريم دعم شعب يناضل من أجل حقوقه، سيكون هذا هجومًا غير مقبول على قيم الحرية والعدالة لدينا”، يضيف ملولي.

وأردف “لذلك أدعو إلى احترام حقوق إيمان معرفي، وإلى العدالة من أجل تسليط الضوء على هذه الحالة، مع احترام مبادئنا الأساسية”.

ولكنّ هذه المبادئ الأساسية لا “تنتهك” للمرة الأولى عن طريق اعتقال إيمان، بل سبق وأن قامت السلطات الفرنسية منذ بدء العدوان على غزة باعتقال كل الأصوات التي تحدّثت عن الإبادة أو أدانتها. كما هاجمت المتظاهرات/ين اللواتي/ الذين نددن/وا بالإبادة الجماعية المستمرة في فلسطين منذ 11 شهرًا.

وهو ما يثبت أن التاريخ الاستعماري لدولة الحريات التي تتشدّق بأنها أول اتّبع العلمانية، وقدّس الحريات، يمنعها عن نصرة المظلومات/ين لصالح كيان الإرهاب الصهيوني.

قد يعجبك ايضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد