في أوغندا.. مقتل العداءة ريبيكا تشيبتيجي حرقًا على يد شريكها السابق

في جريمةٍ بشعة تظهر خطورة عنف الشريك على سلامة النساء، توفيت عداءة الماراثون الأوغندية ريبيكا تشيبتيجي، في مستشفى في كينيا، بعد أن أشعل شريكها السابق النار فيها يوم 1 أيلول/سبتمبر الجاري.

حياة سرقها النظام الأبوي

أثارت وفاة ريبيكا تشيبتيجي، وهي عداءة محترفة حصلت على المركز 44 في سباق الماراثون في أولمبياد باريس، غضب ورعب المنظمات النسوية في كينيا.

وسبق أن دُقت ناقوس الخطر منذ فترة طويلة في البلاد، بسبب تصاعد مقلق لجرائم قتل النساء في البلد.

حيث قام ديكسون ندييما، الصديق السابق لريبيكا، بإضرام النار فيها بالبنزين أمام منزلها. وشهدت ابنتاها الاعتداء الذي أدى إلى حرق أكثر من 80 بالمائة من جسدها.

وقال الدكتور أوين ميناش، أحد العاملين في المستشفى الذي نقلت إليه ريبيكا، أنها قد توفيت في وحدة العناية المركزة، بسبب خطورة الحروق التي تعرضت لها وفشل العديد من الأعضاء الحيوية بما فيها كليتيها.

وقال جيريمايا كوسيوم، قائد شرطة مقاطعة ترانس نزويا التي وقعت فيها الجريمة، أن السلطات تعتزم توجيه تهمة القتل إلى ندييما بمجرد تعافيه من الإصابات التي أصيب بها في هجومه ضد ريبيكا. إذ أصيب بحروق في 30 بالمائة من جسده ويتلقى العلاج في نفس المستشفى.

وقال جوزيف تشيبتيجي، والد ريبيكا، في تصريحه لوسائل الإعلام أمام المستشفى، أن القاتل كان يلاحق ريبيكا باستمرار ويريد أن ينتزع منها أرضها. وأبلغ الأب الشرطة سابقًا عن مخاوفه من أن ندييما كان يخيف ابنته، ويمكن أن يؤذيها واتهم الشرطة “بالتعامل مع الأمر باستهتار”.

موهبة قُتلت في بداية مشوارها

في نعيها لريبيكا، قالت منظمة ألعاب القوى العالمية، أنها تشعر بالصدمة والحزن العميق لوفاة ريبيكا نتيجة للعنف القائم على النوع الاجتماعي.

وقال سيباستيان كو، رئيس الهيئة الدولية لرياضة الجري: “لقد فقدت رياضتنا، رياضية موهوبة في ظروف مأساوية لا يمكن تصورهاط.

وأضاف “كانت ريبيكا عداءة متعددة المواهب بشكلٍ لا يصدق ولا يزال لديها الكثير لتقدمه لرياضة الجري العالمية”. وأكد أن المنظمة ستناقش كيفية حماية الرياضيات من “الإساءة بكافة أنواعها”.

وسبق أن تأهّلت ريبيكا تشيبتيجي لألعاب باريس، في أول مشاركة أولمبية لها، بعد إنهاء ماراثون أبو ظبي عام 2022 في ساعتين و22 دقيقة و47 ثانية، وهو أفضل توقيت زمني لها ولأوغندا، بحسب الاتحاد العالمي لألعاب القوى.

وبدأت ريبيكا الجري عندما كانت مراهقة، حيث مثلت أوغندا على مدار 15 عامًا في البطولات الكبرى في سباقات المضمار والطرق والجبال.

وكان من بين إنجازاتها الفوز بسباق 2022 Up and Downhill في بطولة العالم للجري على الجبال والممرات في تايلاند.

غضب نسوي من استمرار قتل الرياضيات

أثارت قضية قتل ريبيكا غضبًا نسويًا كبيرًا في كينيا وأنحاء العالم بسبب الطريقة الوحشية التي قتلت بها، وكذا بسبب تواتر جرائم قتل الرياضيات في كينيا.

وتعرضت عداءات أوليمبيات لجرائم مماثلة.

ففي عام 2021، تعرضت أغنيس جيبيت تيروب، العداءة الكينية النجمة التي سجلت رقمًا قياسيًا عالميًا في سباق 10 كيلومتر، للطعن حتى الموت في منزلها، على يد شريكها. وبعد مرور عام، تم العثور على داماريس موثي موتوا، وهي رياضية كينية مخنوقة في منزلها وكان القاتل شريكها.

في هذا الصدد قالت نجيري وا ميجوي، المديرة التنفيذية لمنظمة Usikimye النسوية، أن هذه الجريمة هي جزء من نمط أكبر ومثير للقلق من العنف ضد النساء، بما في ذلك الرياضيات البارزات. وأضافت أن القضية سلطت الضوء على الحاجة الملحة إلى حماية أقوى ومزيد من المساءلة: “نحن ندعو إلى تحقيق العدالة السريعة في هذه القضية”.

وقد سجلت ما لا يقل عن 500 قتل بحق النساء في كينيا بين عامي 2016 و2023، وفقًا لتقرير صادر عن Africa Data Hub.

قد يعجبك ايضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد