شهادات مؤلمة لنساء تعرضن للعنف الجنسي في السودان
شهادات النساء حول العنف الجنسي في السودان تثير الرعب في النفوس. فمنذ إندلاع النزاع المسلّح في نيسان/أبريل 2023، تدفع النساء والطفلات أثمانًا مُضاعفة للحرب الدائرة بين الجيش وقوات الدعم السريع.
فالحرب التي نتج عنها نزوح أكثر من 10 مليون شخص من مناطق متفرقة في السودان، لم تسلم النساء فيها من التعرض لعنفٍ قائمٍ على النوع الاجتماعي.
شهادات الاغتصاب
نشرت هيئة الإذاعة البريطانية، بي بي سي، تقريرًا يحوي شهادات لنساء تعرضن للعنف الجنسي في السودان على يد قوات الدعم السريع منذ بدء النزاع.
من منطقة “دار السلام” التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع، روت الناجيات/الضحايا شهاداتهن عمّا تعرضن له من عنفٍ جنسيٍ. وشهدت بعضهن أن الدعم السريع تختطف الفتيات وتحتجزهن لأيامٍ، بينما يمارس جنودها انتهاكاتٍ جنسية بحقهن.
إحدى السودانيات هجمت عليها قوات الدعم السريع، فيما كانت في منزلها مع بناتها 17 و10 سنوات. تقول في شهادتها: “طلبتُ من الفتاتين الوقوف خلفي، وقلت لقوات الدعم السريع: إذا كنتم تريدون اغتصاب أحد، فليكن أنا”.
“ضربوني وأمروني بخلع ملابسي. قبل أن أخلعها، طلبت من فتياتي المغادرة. أخذوا الأطفال الآخرين وقفزوا فوق السياج. ثم استلقى أحد الرجال فوقي”.
وفي أم درمان، تقول إحدى السودانيات إن جارتها وأختها 15 و17 عامًا قد تم اغتصابهما داخل منزلهما من قبل أربعة جنود من قوات الدعم السريع. وشهدت أن الجيران استيقظن/وا على صوت صراخ الفتاتين. وعندما ذهبوا لنجدتهما، فوجئوا برجال مسلحين هددوهن/م بإطلاق الرصاص إذا لم يعودن/وا إلى منازلهن/م.
هربًا من التهديد، عاد الجيران أدراجهن/م، وفي الصباح وجدن/وا الفتاتين وعلى جسديهما آثار الاعتداء، بينما وجدن/وا شقيقهما محبوس في إحدى الغرف.
العنف الجنسي سلاح حرب
في وقتٍ سابقٍ، عبّر المفوض السامي لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، فولكر تورك، إن “الاغتصاب يُستخدم “كسلاح حرب”، في النزاع المسلح بالسودان. كما نشرت لجنة تحقيق تابعة للأمم المتحدة في أوائل أيلول/سبتمبر الجاري تقريرًا حمّلت فيه قوات الدعم السريع مسؤولية ارتكاب العنف الجنسي في مناطق النزاع ضد النساء والقاصرات.
وفي مقابلة سابقة مع شبكة أخبار الجزيرة، صرّحت رانيا العوني، عضوة حملة “معًا ضد الاغتصاب في السودان”، أن الحملة وثقت أكثر من 377 حالة اغتصاب وتعنيف. من بين هذه الحالات 131 اعتداء جنسي على الأطفال/الطفلات، و75 من النساء والأطفال/الطفلات. كما تم توثيق 07 حالات اغتصاب للرجال.
وشددت العوني على أن هذه الحالات لا تعكس بالضرورة الأرقام الفعلية لحالات العنف الجنسي، بسبب صعوبة الوصول للخدمات الصحية وانقطاع شبكة الإنترنت نظرًا للاشتباكات. كما لفتت النظر إلى وقوع حالات حمل ناتجة عن الاغتصاب بحق النساء والقاصرات وصلت إلى 14 حالة حمل لقاصرات.
كذلك أكدت على أن الوصم الاجتماعي للناجيات يعد أحد أسباب عدم طلبهن للمساعدة، إن اُتيحت. فالطفلات/الأطفال المولودات/ين نتيجة حمل بعد الاغتصاب يتم وصمهن/م ووصم المُنجبات، ولو كنّ طفلات.