الإبادة الإنجابية مستمرة في غزة

حذر ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان في فلسطين، نيستور أوموهانغي، من ارتفاع معدلات سوء التغذية في صفوف المرضعات والحوامل، والظروف الصحية السيئة التي تعيش تحتها النساء في غزة جراء الحرب الاستعمارية.

التجويع الممنهج وحرب الإبادة الإنجابية

قدم ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان في فلسطين، نيستور أوموهانغي، أثناء مؤتمر صحفي عقده في أعقاب زيارة أجراها مؤخراً إلى قطاع غزة، تفاصيل وأرقام قاسية عن ما تعانيه النساء بشكل عام والأمهات بشكل خاص في القطاع.

وأعرب أوموهانغي عن قلقه من الظروف السيئة التي تعيشها النساء والفتيات والسكان في غزة، جراء الحرب التي يشنها الاحتلال الصهيوني على القطاع. وما نتج عنها من أزمات نزوح وتفقير وتجويع ممنهج. وكذا تأثير الحصار الذي تفرضه سلطات الاحتلال على فرص نجاة النساء الحوامل والأمهات والمصابين/ات.

وحذر نيستور أوموهانغي، “من أن أكثر من 17 ألف امرأة حامل على حافة المجاعة. بينما تعيش 11 ألف امرأة حامل بالفعل في ظروف تشبه ظروف المجاعة”. كذلك شدد على أن “سوء التغذية والقلق يعوقان الرضاعة الطبيعية لثلاثة أرباع الأمهات الجدد، في وقت لا يتوفر فيه حليب الأطفال”.

كما تحدث أوموهانغي بالتفصيل عن تفاقم محنة النساء الحوامل. حيث توجد 49 ألف امرأة حامل حاليًا. ومن المتوقع أن تلد 4,000 منهن قريبًا. وقد فاقمت ندرة الرعاية قبل الولادة وبعدها مخاطر الإجهاض والوفيات أثناء الولادة”.

من ناحية أخرى، تطرق ممثل الصندوق الأممي إلى انعكاسات الحرب على الصحة الإنجابية للنساء والفتيات. وأوضح “أن اكتظاظ الملاجئ ونقص النظافة فاقم محنة النساء في غزة. حيث تفتقر ما يقرب من 700 ألف امرأة وفتاة للمنتجات الصحية للتعامل مع الدورة الشهرية [الحيض]”.

تدمير المستشفيات…تدمير للنجاة

استخدم الاحتلال الصهيوني نهجاً مدمراً على البنية التحتية. وهو بطبيعة الحال لم يكن نابعاً من فراغ، بل وسيلة وحشية لتدمير فرص سكان غزة في النجاة، وتحديداً المصابين/ات جراء القصف والغارات، ومرضى الأمراض المزمنة، والنساء الحوامل والأمهات والأطفال/الطفلات حديثي/ات الولادة.

فلم يتبق سوى 16 مستشفى قيد العمل بصورة جزئية، من أصل 36 مستشفى في القطاع. كما أن ثلاثة منها على وشك الإغلاق بسبب عمليات الإخلاء القسري التي يفرضها الاحتلال.

ووصف نيستور أوموهانغي انعكاس تدمير البنية الصحية على الأمهات والحوامل والخدج وحديثي/ات الولادة قائلاً: “خلال زيارتي لوحدة العناية المركزة في مستشفى ناصر في خان يونس، لاحظت 3 أطفال/طفلات حديثي/ات الولادة يتشاركن/ون حاضنة واحدة. وأبلغني الموظفون/ات أن هؤلاء الأطفال/الطفلات يُعتبرن/ون في الواقع من المحظوظين/ات. أخبرني الأطباء/الطبيبات في مستشفى ناصر وفي مستشفى الهيئة الطبية الدولية الميداني أنهن/م يرين/ون معدلاً متزايداً من حالات الإجهاض [القسري] بالإضافة إلى تشوهات القلب بين الأطفال/الطفلات حديثي الولادة”.

في سياق متصل، كشف المستشار الإعلامي لوكالة الأونروا في غزة، عدنان أبو حسنة، أن تغيرات خطيرة حدثت خلال عام من الحرب على المستوى البنيوي والجيني للأطفال/الطفلات المولودين/ات في قطاع غزة.

وأكد أبو حسنة أن الأطفال/الطفلات يولدن/ون في القطاع، قُصار/ات القامة وناقصي/ات الوزن. وهذا لم يحدث منذ عام 1948، مضيفاً أن غالبية العائلات في غزة تتناول وجبة واحدة كل يومين. وهذا خطير لا سيّما على الأطفال/الطفلات والأمهات. وذلك نتيجة للنقص الشديد في المساعدات، والحصار الاقتصادي المشدد منذ تشرين الأول/أكتوبر الماضي.

من ناحية أخرى، سلط ممثل الصندوق الأممي للسكان الضوء على الدمار الهائل وفقدان الأرواح واليأس الذي أصاب 2.1 مليون نسمة من سكان غزة. كما تطرق لإحصائيات مروعة تشير إلى اغتيال أو جرح أو فُقدان 5% من سكان غزة، وتأثير الجوع على 96% من سكان القطاع، فضلاً عن نزوح الملايين، عدة مرات. وأشار إلى أن أحد الناس أخبره بأنه نزح 15 مرة.

وأضاف قائلاً: “في دير البلح في وسط غزة، التقيت بشباب من غزة أخبروني أنه عندما تنتهي الحرب لن يرغبوا في البقاء في غزة لأنهم لم يعودوا يرون أي أمل لأنفسهم في غزة. أروني صورًا لغزة قبل الحرب وما بعدها. وقالوا لي إنهم لا يصدقون أنهم يغادرون غزة التي أحبوها أكثر من أي شيء آخر”.

كما تناول تأثير الحصار المفروض على قطاع غزة على تدفق السلع الضرورية لبقاء سكان غزة على قيد الحياة، وكذا على فرص نجاة المرضى/ات والمصابين/ات. وامتد هذا التأثير ليشمل منع شاحنات صندوق الأمم المتحدة للسكان التي تحمل الإمدادات الطبية الأساسية من المرور. حيث علقت هذه الشاحنات على المعبر وهي محملة بالمساعدات الإنسانية والصحية، بما فيها عشرات الآلاف من الفوط الصحية، في العريش لأكثر من أسبوعين.

وأشار إلى أن سلطات الاحتلال “منعت أو رفضت 87% من الرحلات الإنسانية المخطط لها في أيلول/سبتمبر والبالغ عددها 588 رحلة”.

ودعى نيستور أوموهانغي إلى ضرورة رفع الحصار والسماح بمرور المساعدات الإنسانية والصحية، وإجلاء المرضى/ات وحماية العاملين/ات في مجال الصحة والإغاثة، مشيراً إلى قتل الاحتلال لأكثر من 300 عامل/عاملة في هذا المجال.

قد يعجبك ايضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد