الاحتلال يواصل استخدام سلاح التجويع ضد غزة
أدت الإبادة الاستعمارية في غزة إلى انهيار منظومة الأمن الغذائي في القطاع، بعد أن استثمر الاحتلال في مختلف أسلحة الدمار والحصار ومن بينها سلاح التجويع الممنهج، الذي يضع حيوات ما يقارب مليوني شخص تحت خطر الموت جوعاً، بالإضافة إلى أسلحة القتل الإبادية التي ينتهجها الاحتلال منذ سنة.
شتاء بطعم المجاعة والإبادة
أظهر تقرير جديد للأمم المتحدة عن خطر المجاعة في غزة، بأن “91% من السكان سيعانون انعداماً حاداً للأمن الغذائي يصل إلى مستوى الأزمة”.
وأجرت المنظمة الأممية تقييماً حديث للأمن الغذائي في القطاع توقع “بأن 1.95 مليون شخص في غزة (91% من السكان) سيواجهون انعداماً حاداً في الأمن الغذائي، والذي قد يصل للمرحلة الثالثة أو أسوأ من بين خمس مراحل لتصنيف الأمن ا لغذائي”.
التقييم الذي أجري من قبل 16 وكالة تابعة للأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية، أظهر أن الحرب الاستعمارية “الممتدة لأكثر من عام في غزة أدت إلى تدمير سبل العيش، وخفض إنتاج الغذاء، وتقييد خطوط الإمداد التجارية والإنسانية بشكل كبير”.
وحسب “التصنيف المتكامل- الذي يستخدم معايير علمية عالمية-” فإن ” 345 ألف شخص سيواجهون مستويات كارثية من الجوع (المرحلة 5)، و876 ألف شخص سيعانون من مستويات الطوارئ من الجوع (المرحلة 4 من التصنيف)”.
وقد عرف التقرير التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي بأنه يعمل فيه “خبراء من وكالات تابعة للأمم المتحدة – من منظمة الصحة العالمية إلى منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) – وبلدان مانحة تساهم معا في جمع البيانات وتحليلها لقياس انعدام الأمن الغذائي وتوجيه الاستجابات الفعالة بشكل أفضل”.
ويضيف التقرير بأن المعيار العالمي لقياس انعدام الأمن الغذائي، أو ما يُسمى “مقياس ريختر” للجوع، هو التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC). المراحل الخمس التي يحددها هذا التصنيف للجوع هي:
الأولى: لا مشكلة/الحد الأدنى من انعدام الأمن الغذائي.
الثانية: انعدام الأمن الغذائي الحاد “الضغط”.
الثالثة: انعدام الأمن الغذائي الحاد “الأزمة”.
الرابعة:انعدام الأمن الغذائي الحاد “الطارئ”.
الخامسة: الكارثة أو المجاعة.
ويعتبر هذا “النظام هو وسيلة لتبسيط البيانات المتعلقة بالأمن الغذائي والتغذية والوفيات بطريقة يمكن لصناع القرار استيعابها من أجل اتخاذ الإجراءات المناسبة. وبالنسبة للوكالات الإنسانية، يعد نظام التصنيف المتكامل عنصرا أساسيا في تشكيل خطط الاستجابة الإنسانية”.
وحسب التقرير فإن تصنيف الأمن الغذائي للجوع “يتتبع، ولكنه أيضاً يمكن أن يدق ناقوس الخطر قبل الانتشار المحتمل لسوء التغذية الحاد لتجنب تحوله إلى ظروف أكثر خطورة تهدد الحياة”.
وتفتك الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاستعمار الصهيوني منذ سنة، بحيوات سكان القطاع خصوصاً مع اطباق الحصار التام الذي يمنع وصول المساعدات الإنسانية والسلع الغذائية والصحية إلى غزة.
يأتي كل ذلك مع اقتراب فصل الشتاء ووجود معظم سكان غزة في مراكز وخيم النزوح، معرضين للخطر بشكل كبير بسبب القصف، وكذا الأمطار والبرد والعواصف.
ورغم تأكيد المنظمة الأممية على حقيقة منع المساعدات من الدخول، فإنها لا تزال تتهرب من تحميل الاحتلال مسؤولية ذلك، وتتحدث عن الكارثة الإنسانية في القطاع دون تحرك فعلي ضد من يتسبب فيها وهو الكيان الإجرامي الصهيوني.
الشمال تحت خطر التجويع مجدداً
في سياق متصل، حذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية من أن عدوان جيش الاحتلال على شمال قطاع غزة، قد عرض عشرات الآلاف للخطر.
وقال إن العمليات الهجومية التي يقودها الاحتلال شمال غزة “تخنق أيضاً وصول الناس إلى الإمدادات الأساسية لبقائهم على قيد الحياة، بما في ذلك الماء”.
وقد أدى العدوان العنيف “وأوامر الإخلاء وفقدان الوصول إلى عدد كبير من منشآت المياه والصرف الصحي والنظافة في شمال غزة، إلى توقف عمل عدد من أنظمة المياه وجمع المياه العادمة”.