لاعبات عالميات لكرة القدم يطالبن بإنهاء شراكة الفيفا مع السعودية
وجهت مئة لاعبة محترفة في كرة القدم رسالة مفتوحة إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا”. وجاء فيها مناشدته بوقف الشراكة الموقعة بين الاتحاد وشركة أرامكو السعودية، والذي تصبح به الشركة السعودية شريكاً عالمياً للاتحاد الدولي وبطولاته.
رفض الغسيل الرياضي لأنظمة القمع
كانت الفيفا قد وقعت في نيسان/أبريل الماضي اتفاقية شراكة مدتها أربع سنوات، مع شركة النفط السعودية “أرامكو”. لتصبح الأخيرة شريكاً عالمياً للاتحاد في البطولات الكبرى التي ينظمها، بما فيها كأس العالم للرجال عام 2026 وكأس العالم للنساء في العام الموالي.
وتعرضت السعودية لانتقادات واسعة خلال السنوات الماضية بسبب استخدامها للغسيل السياسي والرياضي لتلميع صورة النظام عالمياً.
وكانت عدد من المنظمات النسوية ومنظمات مجتمعات الميم-عين-لام قد سلطت الضوء على استثمار السعودية في عدد من الرياضات العالمية منها كرة القدم، وسباق الفورمولا وان، والغولف. بالإضافة للمهرجانات الموسيقية، وضخ أموال طائلة باستخدام صندوق الاستثمارات العامة السعودي، وهو صندوق الثروة السيادي للبلد، للتغطية على الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان واضطهاد النساء، وسجن الناشطات النسويات لفترات طويلة وقمع الحراك النسوي والحقوقي. وكذا إعدام وسجن المعارضين خصوصاً من مناطق القصيم والقرى التي تم تهجيرها لصالح مشاريع ضخمة مثل مشروع “نيوم”.
وعبرت الرسالة الموجهة للفيفا عن رفض اللاعبات المساهمة في الغسيل الرياضي للنظام السعودي بسبب انتهاكات حقوق الإنسان واضطهاد النساء.
كما حثت اللاعبات الفيفا على إشراك لجنة تضم ممثلات عن اللاعبات لمراجعة الشراكات وتقييمها أخلاقياً، ودعين لفض الشراكة مع أرامكو واستبدالها بشراكات أخرى تتوافق قيمها مع حقوق الإنسان والمساواة الجندرية.
وقالت اللاعبات في الرسالة: “نحث الفيفا على إعادة النظر في هذه الشراكة، وأن تستبدل بأرامكو السعودية رعاة آخرين تتوافق قيمهم/ن مع المساواة بين الجنسين وحقوق الإنسان والمستقبل الآمن لكوكبنا”.
نسويات الجنوب برفضن نصف المواقف
في هذا الصدد، فإنه بالنسبة لنا كنسويات ننحدر من الجنوب العالمي، ننظر لهذه المواقف بعين أكثر نقدية.
فعلى أهمية مواقف القطيعة مع الأنظمة الأبوية القمعية مثل السعودية، نتساءل عن صمت هؤلاء اللاعبات عن شراكات الفيفا مع الاحتلال الصهيوني، وعن مواقف المقاطعة التي اتخذنها ضد الإبادة الاستعمارية الجارية في غزة ولبنان.
حيث تعد الفيفا شريكاً رئيسياً للاحتلال الصهيوني، كما أن الاحتلال يلعب في البطولات العالمية لكرة القدم ومعظم الرياضات الأخرى. حتى في أثناء الإبادة المستمرة على غزة، لم يحدث أن اتخذ إجراء أو احتجاج موحد وجماعي ضد هذا الكيان الإرهابي.
وهو ما يجعل تعاطينا مع مثل هذه المواقف يتخذ منحى النقد أكثر من احترامها. فنساء السعودية، كما معظم نساء الجنوب العالمي، ينتظرن مواقف أكثر وضوحاً وحزماً من خلال استخدام الامتيازات لتقويض النظام العالمي الذي يمكّن السعودية وغيرها من اضطهاد النساء وقمع الشعوب. كما يمكّن الكيان الصهيوني من السلطة العسكرية والاقتصادية والسياسية لإرتكاب الإبادات الجماعية وتوسيع نفوذه الاستعماري.
نحن لن نحتفي بنصف المواقف. ولن نشيد بخطابات تستخدم قضايا النسوية كلما كانت أكثر أريحية لموقعها العرقي والطبقي والاستعماري.
فهؤلاء اللاعبات، وعلى اختلاف خلفياتهن، لم يتخذن موقفاً حازماً من قتل وإبادة وتهجير النساء في غزة ولبنان.
فكيف لهن أن يؤثرن على فساد الفيفا دون تحدٍ واضح للجذور السياسية التي تتسبب في معاناة النساء في السعودية وفلسطين ولبنان وغيرها من شعوب الجنوب.