وسط الإبادة في غزة.. نتفليكس تحذف أفلامًا فلسطينية

أثار إعلان منصة “نتفليكس” عن نيتها إزالة مجموعة من الأفلام الفلسطينية، تحت إشعار “يغادرنا قريباً”، استياءً واسعاً بين المشاهدين/ات والنشطاء/الناشطات حول العالم.

وتضم هذه المجموعة، المعروضة تحت عنوان “قصص فلسطينية”، 32 فيلماً فلسطينياً منذ إطلاقها في أكتوبر/تشرين الأول 2021. حيث تضمنت أفلاماً روائية ووثائقية تسلط الضوء على التجربة الفلسطينية وتنوعها الثقافي والاجتماعي والسياسي. ومن المقرر أن تتوقف “نتفليكس” عن عرضها نهاية أكتوبر/تشرين الأول الحالي.

تأتي هذه الخطوة في وقت حرج تشهد فيه غزة تصعيداً عسكرياً عنيفاً. وهو ما يضفي على المسألة بُعداً سياسياً وثقافياً واجتماعيا حساساً. إذ تتزامن إزالة الأفلام مع إبادة جماعية وجرائم حرب يتعرض لها الشعب الفلسطيني. يعمّق ذلك القلق من أن حذف المحتوى الفلسطيني من المنصة قد يسهم في إسكات الأصوات الفلسطينية في ظل هذه الظروف المتفاقمة.

ويرى النشطاء/الناشطات أن مثل هذه الأفلام تلعب دوراً هاماً في توعية الجمهور العالمي حول القضية الفلسطينية عبر تجسيد قصصها المتعددة، بدءاً من معاناة الفلسطينيين/ات تحت الاحتلال إلى التحديات اليومية التي يواجهونها.

هل ستتراجع “نتفليكس” عن القرار؟

من جانبها، دعت منظمات حقوقية إلى التراجع عن القرار. حيث أعلنت منظمة “Code Pink” أنها بصدد تقديم عريضة تطالب “نتفليكس” بإعادة عرض الأفلام الفلسطينية المحذوفة، مع ضرورة تقديم تفسير واضح لهذا القرار. واعتبرت المنظمة أن تهميش المحتوى الفلسطيني على المنصة، في ظل تصاعد العنف في غزة، يساهم في تكميم صوت الملايين من الفلسطينيين/ات الذين/اللاتي يعانين/ون من أزمات إنسانية شديدة.

بررت “نتفليكس” بررت الخطوة بانتهاء فترة الترخيص الخاصة بالمجموعة، موضحةً أنها وقعت اتفاقية عرض الأفلام لمدة ثلاث سنوات فقط. إلا أن هذا التبرير لم يكن كافياً لكثيرين/ات، الذين/اللاتي يطالبن/ون المنصة بإيجاد سبل للحفاظ على هذه الأفلام ضمن محتواها، تلبيةً لرغبة المشاهدين/ات في التعرّف على ثقافة وقضايا الشعوب المتأثرة بالنزاعات.

وتضمنت المجموعة أفلاماً بارزة مثل “”يد إلهية” للمخرج إيليا سليمان (2002)، “ملح هذا البحر” للمخرجة آن ماري جاسر (2008)، “3000 ليلة” للمخرجة مي مصري (2015)، “عمر” للمخرج هاني أبو أسعد (2013)، وكلها أعمال تعكس تفاصيل الحياة اليومية في فلسطين وتجربة الشعب الفلسطيني، وتكشف من خلال عدسات فنية تحدياته وصموده.

في ظل الأحداث الراهنة، يشكل قرار “نتفليكس” تهديداً بإضعاف التأثير الإعلامي والثقافي للفلسطينيين/ات على المنصات العالمية. وهو ما قد يسهم في توجيه الرأي العام بعيداً عن سردياتهن/م وحقهن/م في إيصال أصواتهن/م إلى العالم.

قد يعجبك ايضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد