
إبادة في بيت لاهيا.. لا اسعاف أو دفاع مدني
لم يعد مصطلح الإبادة الجماعية يصف بشكل كافٍ مايحدث في غزة وفي شمالها بشكل محدد.
حيث يواصل الاحتلال استهداف الأحياء التي تقطنها عائلات ممتدة، معلناً بذلك أن بنك أهدافها هو التطهير العرقي ومحو خارطة غزة وسكانها وذاكرتها وخطها السلالي.
عائلة أبو نصر.. وجع بيت لاهيا الممتد
بدون أكفان أو اسعاف أو دفاع مدني، ارتكب الاحتلال مجزرة في بيت لاهيا راح ضحيتها 150 شخص من عائلة أبو نصر إثر استهداف منزلهن/م في مشروع بيت لاهيا.
وأوضح المرصد الأورومتوسطي أن فريقه الميداني وثّق قصف طائرات الاحتلال صباح يوم الثلاثاء، 29 تشرين الأول/أكتوبر 2024، لبناية سكنية من 5 طوابق لعائلة أبو نصر في بيت لاهيا. كانت البناية تضم نحو 200 مواطناً/ة ونازحا/ة، ودمرت بالكامل على رؤوسهن/م.
هي عائلة وصفها الصحفي أنس الشريف بأنها عاشت الحصار والتجويع، مجازر الطحين والأحزمة النارية، رأين/وا الدبابات على أبوابهن/م وأصرّين/وا على البقاء، رافضات/ين التهجير الإسرائيلي، مكابرات/ين على الخوف والجوع.
ونقل المرصد عن أحد الناجين من المجزرة، أن الطائرات الإسرائيلية قصفت المنزل عند الساعة الخامسة فجراً ودمرته بالكامل. موضحاً أن “المنزل كان يؤوي 200 شخص نزحن/وا من مخيم جباليا وجباليا وغيرها من أحياء شمال غزة، بعد استهداف منازلهم/ن ومراكز الإيواء”.
وبين الأورومتوسطي أن المعلومات الأولية تشير إلى أن “جيش الاحتلال استهدف البناية السكنية بقنبلة أميركية من نوع MK-84 تزن 908 كيلوجرامات سحقتها على من فيها”.
كما أشار الأورومتوسطي إلى توثيق “استخدام الجيش الإسرائيلي الواسع لسلاح الماتدور الألماني في قصف المنازل وإحراقها وقتل الفلسطينيين/ات، فضلًا عن استخدامه للألغام الألمانية في شمال قطاع غزة”.
وشدد المركز على أن “تكرار استخدام الأسلحة الأميركية والألمانية في قتل المدنيين/ات الفلسطينيين/ات جماعيًا وتدمير منازلهن/م يجعل من هذه الدول شريكة في جريمة الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023، بحسب القانون الدولي، وبخاصة اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها”.
وأضاف المركز الأورومتوسطي إلى أنه “مع توقف خدمات الإسعاف والدفاع المدني في شمال غزة نتيجة للاستهدافات الإسرائيلية المتكررة، جرت عمليات انتشال أعداد من الضحايا بشكل بدائي من سكان المنطقة. حيث انتشلت جثامين ما يقارب 93 ضحية ولا يزال العشرات مفقودون/ات تحت الأنقاض”
وأضاف المركز أنه “كان يوجد في المنزل نحو 200 شخص لجأن/ؤوا للبناية السكنية بعد أوامر الإخلاء غير القانونية وتدمير وحرق مراكز الإيواء في مشروع بيت لاهيا وجباليا ومخيم جباليا”.
كما شنت طائرات الاحتلال غارة على محيط مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا، الذي يعمل فيه فقط مديره بمساعدة طبيب بعد أن اعتقلت قوات الاحتلال غالبية الطاقم الطبي خلال اقتحام المستشفى يوم الجمعة الماضية.