
خليط الأبوية والطبقية.. الحكومة المصرية تصف نساء بـ”فئات دُنيا”
تقدمت النائبة المصرية سناء السعيد، عضوة مجلس النواب عن الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، بسؤال برلماني موجّه إلى الحكومة حول صدور قرار يُلزم نساء صنفهن بـ “الفئات الدنيا” على موافقة مسبقة من الإدارة العامة للجوازات والهجرة والجنسية، في حال السفر إلى السعودية.
في انتهاكٍ واضحٍ للحق الدستوري في عدم التمييز، يُعد القرار استمرارًا لسياسات أبوية عنيفة يستهدف بها النظام المصري نساء الطبقات المفقرة.
كما يُوسّع القرار من نطاق التقسيمات والامتيازات القائمة على النوع الاجتماعي، والطبقة الاجتماعية، والإثنية.
الحكومة المصرية تُميّز ضد النساء
تلقت شركات السياحة والسفر خطابات بضوابط جديدة لسفر النساء إلى السعودية. وتضمن إلزام نساء من فئات مهنية محددة في جواز السفر، مثل “ربة منزل، أو حاصلة على دبلوم، أو بدون عمل”، بالحصول على تصريح مسبق من إدارة الجوازات عند رغبتهن في السفر إلى المملكة العربية السعودية لأغراض الزيارة أو العمل.
هذا القرار يستند إلى نوعين من العنف. الأول، يتعلق بالعنف والتمييز القائم على النوع الاجتماعي والذي يستهدف النساء بصفتهن فاقدات للأهلية وخاضعات لمنظور السلطة الأبوية لا المواطنة.
والثاني، يتعلق بالعنف الطبقي الذي يقسم المجتمع لفئات عليا ودنيا، وهو مايؤدي إلى حرمان فئات واسعة من حقوقها السياسية والاقتصادية.
يستخدم النظام المصري سياسات أبوية عنيفة تجاه نساء الطبقات المفقرة، فيما يُمكن أن يوصف بالحرب الأبوية والطبقية على النساء. فقد شهدت السنوات الماضية اعتقالات واسعة “لفتيات التيك توك”، اللواتي تنحدر أغلبهن من هذه الطبقة.
وهي سياسات تؤكد أن الدولة بقوانينها ومؤسساتها وسياساتها تخضع لهيمنة الطبقات التي تشعر بتهديد مستمر كلما قاومت النساء من أجل تحقيق بعض الأهلية الاقتصادية والاجتماعية.
الحرب على نساء الطبقات المفقرة من النظام المصري تُعزز من الصور النمطية التي تلصق بهن من المنظومة الأبوية التي تضعهن بين جدلية الشيطنة والتقديس، وتضع هؤلاء النساء في دائرة الشك والاتهام الأخلاقي والتحقير المهني.
حرب طبقية وأبوية ستفضي في الأخير إلى توسيع نطاق التقسيمات الطبقية والجندرية، وتعمل على فصل تمييزي يوسع رقعة التفاضل والامتيازات القائمة على النوع والطبقة والإثنية.