عاملة منزلية تتعرض للاعتداء والقتل في مصر

في جريمةٍ تجمع بين العنف الأبوي والعنف الطبقي، تعرضت عاملة منزلية في منطقة بولاق أبو العلا التابعة لمحافظة القاهرة، للاعتداء الجسدي حتى القتل.

وفي التفاصيل، نقلت مصادر إعلامية أن القاتل اعتدلى على الضحية بعدة طعناتٍ مميتة، ثم ألقى بها من الطابق الثامن.

العنف الأبوي في أماكن العمل

نشرت وسائل إعلام محلية تفاصيل الجريمة المروّعة، حيث تلقت الأجهزة الأمنية بمحافظة القاهرة إخطارًا من غرفة العمليات أفاد بورود بلاغ من النجدة بوجود جثة لفتاة وبها آثار طعنات.

وبعد معاينة موقع الجريمة وخروج نتائج التشريح، تبيّن أن الضحية هي عاملة منزلية، تشتغل في تنظيف البيوت. وكان جسدها يحمل آثار عدة طعنات، بالإضافة إلى ما خلّفه السقوط من الطابق الثامن.

كما نقل موقع القاهرة 24 شهادة صديقة الضحية، التي صرحت بأن المجني عليها، هي فتاة تتولى مسؤولية الإنفاق على والدتها. وأوضحت أن الضحية ذهبت لتنظيف إحدى الشقق السكنية، وبعد وصولها أخبرتها مالكة الشقة أنها ستذهب لشراء بعض الحاجيات وتركتها تنظف المنزل.

تفاجأت الضحية بخروج شخص من غرفة في المنزل، وبدأ بالهجوم والاعتداء عليها، وحاولت مقاومته مرارًا ولكنها لم تستطع. ثم أخرج القاتل سلاحًا أبيض ووجًه نحوها عدة طعنات في جسدها وألقاها من الطابق الثامن، لينهي حياتها دون رحمة.

موازين القوى والعنف ضد العاملات

تذكر هذه الجريمة بواقعٍ مأساويٍّ تعيشه العاملات المنزليات، حيث تساهم موازين القوى الطبقية والأبوية، في تعريضهن للعنف بشكلٍ كبير.

كما أن غياب أي آليات تحميهن، وموقعهن الهش داخل المنظومة القائمة، يجعل من السهل استهدافهن بالاعتداء الجسدي والجنسي والنفسي وحتى قتلهن.

كما يساهم العنف الاقتصادي واحتقار العمل المنزلي، في اضطهادهن من قبل أصحاب العمل. وعادة ما يتم استخدام العنف لبسط نفوذ المشغلين/ات على العاملات، والذي يكبر كلما كان البلد يفتقد للقوانين التي تحمي العاملات ولا يعترف بهن كقوى عاملة.

يأتي التحامل والازدراء تجاه العاملات المنزليات من معطيين، الأول هو المعطى الطبقي، إذ يستخدم المشغلون/ات العنف الاقتصادي لتحقيق الهيمنة على العاملات واستغلالهن. والثاني هو المعطى الأبوي، حيث تكون هويتهن كنساء سلاحًا في يد أصحاب العمل، فيستخدمون الأدوات الذكورية بما فيها العنف الجنسي والضرب والاضطهاد والتعذيب النفسي، لبسط مزيدٍ من السيطرة.

في جميع الحالات تعيش العاملات المنزليات سواءً تحت وطأة الإضطهاد الطبقي والأبوي، والذي يتضاعف بلا شك إذا كن مهاجرات.

قد يعجبك ايضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد