أريزو خفاري ضحية جديدة لقوانين الحجاب القسري في ايران
أقدمت طالبة أفغانية تبلغ من العمر 16 عامًا، تدعى أريزو خفاري، على الانتحار، حيث قفزت من الطابق السادس لمبنى في طهران. بعد أن تعرضت للعنف لعدم امتثالها لقواعد الحجاب القسري في المدرسة. في مأساة جديدة من فصول العنف الأبوي في إيران، تسبب الحجاب القسري في سرقة حياة أخرى، في وقت لا تزال فاجعة مقتل ژينة مهسى أميني على يد شرطة الأخلاق، تخيم على المشهد. فقد
من عنف طالبان لعنف ايران أين المفر للنساء؟
أريزو هي لاجئة أفغانية قدمت عائلتها إلى إيران باحثة عن حياة أفضل من قمع طالبان. لكن النظام الأبوي وقف عثرة أمام ذلك. فقد واجهت أريزو مضايقات مستمرة من المدرسة بسبب اختياراتها في الملابس، وصداقاتها، ومقاومتها لسياسة الحجاب القسري.
وقد كشف والد أريزو أن ما تعرضت له لم يكن حادثة معزولة. فقد واجهت مضايقات متكررة من المدرسة بسبب ملابسها وعدم امتثالها لسياسة الحجاب القسري. وصلت لحدود رفض المدرسة تسجيلها العام الماضي.
كما أضاف والد أريزو أنها تعرضت للتهديد بالفصل بعد أن سلمت نائبة مدير المدرسة مقطع فيديو لها وهي ترقص بدون حجاب إلى الإدارة لاتخاذ إجراءات عقابية.
وتعرضت أريزو للإساءة النفسية من قبل مدير المدرسة لارتدائها الجينز بدلاً من الحجاب، وأرجعت من رحلة مدرسية بسبب ذلك، ما سيؤدي لاحقاً لإقدامها على الانتحار.
وبعد وفاتها، تقدم والدها بشكوى رسمية ضد سلطات المدرسة، متهمًا إياها بالإهمال وعدم الحساسية، وخاصة لفشلها في تقديم التعازي أو المتابعة الضروري بعد الحادث. لكن لم يتلقى أي تجاوب من السلطات الرسمية، التي تعد شريكاً في الجريمة، لفرضها قوانين الحجاب القسري، وملاحقتها للنساء والفتيات وتعريضهن للعنف والقتل إن لم يمتثلن للقواعد الأبوية.
تفرض القوانين في إيران، الفصل الجندري في المدارس، ويُطلب من الفتيات ارتداء الحجاب منذ سن السابعة وإلاّ سيتم حرمانهن من التعليم. وقد فرضت قيود صارمة على قواعد اللباس في الفضاءات العامة والمؤسسات منذ 1979. وقد خلقت هذه القيود، جنبًا إلى جنب مع القوانين التمييزية المستندة إلى الدين والنظام الأبوي، بيئة من القمع أثرت على الصحة النفسية للنساء والفتيات، ما دفع الكثيرات للانتحار والمعاناة، ناهيك عن العنف المباشر الذي يتعرضن له.
عبرت العديد من النسويات في إيران عن حزنهن وغضبهن من الوفاة المأساوية لأريزو، حيث أصبح المجتمع الإيراني ساحة معركة بين النساء والنظام الأبوي. حيث لا يكاد يمر يوم دون أن يتعرضن للعنف والاعتقال والقتل بسبب الحجاب القسري أو مقاومتهن من أجل العدالة.
وعبرت النسويات في إيران بأن إقدام أريزو على الانتحار، تقع مسؤوليته على عاتق النظام السياسي الأبوي، الذي عرضها للعنف وضايقها. ودعين لتذكر اسمها والنضال لأجل كل النساء والفتيات اللواتي يواجهن مصيراً مماثل.