الاحتلال والعنف الأبوي…انتزاع حجاب وجلابيب الأسيرات الفلسطينيات

يتعمد الاحتلال الصهيوني اعتماد سياسات عقابية ضد الأسيرات والأسرى، والتي تصاعدت وتيرتها منذ الحرب الإبادية على غزة.

تأتي هذه السياسات مرفوقة بحزمة من الانتهاكات العنيفة، التي كان آخرها إقدام إدارة سجن الدامون على مصادرة الجلابيب والحجاب والنقاب من الأسيرات الفلسطينيات

عنف أبوي بأهداف استعمارية

هذا الانتهاك الخطير يمزج بين العنف الأبوي والعنف الاستعماري في محاولة مستمرة للانتقام من الجسد الفلسطيني.
وأفادت مؤسسات الأسرى أن الإدارة الجديدة لسجن الاحتلال، استبدلت ملابس الأسيرات بـ”بدلة رياضية رمادية” فقط دون الحجاب، وأُبلغت الأسيرات أن هذه القوانين جديدة وستطبق بشكل مستمر.
وأوضحت هيئة شؤون الأسرى/الأسيرات والمحررين/ات أن “غرف الأسيرات تتعرض لتفتيشات تعسفية بشكل يومي خلال ساعات الفجر، وقيام السجانات بالتفتيش العاري ضدهن”.
وأضافت الهيئة أن “قوات الاحتلال صادرت مقتنيات الأسيرات البسيطة مثل علبة بلاستيك فارغة يستعملنها بدل للأكواب”.

وأشارت الهيئة أن هذه السياسات العنيفة تجعل الأسيرات “يضطررن لاستعارة الأحذية من بعضهن البعض عندما يخرجن للفورة أو العيادة أو زيارة المحامي، نتيجة مصادرة أحذيتهن من قبل السجانات”.

وذكرت الهيئة بما رصدته خلال الأيام الماضية في بيانها حول الوضع داخل السجون، حيث شددت أن أسيرات الدامون يعانين من “نقصٍ حاد في مواد التنظيف الشخصية والخاصة، ونقص في عدد الأغطية بالتزامن مع انخفاض درجات الحرارة مع دخول فصل الشتاء”.

وقد تعمدت إدارة سجن الدامون منذ أسبوعين تركيب كبسات الإضاءة خارج غرف الأسيرات وإلغاء الكبسات الداخلية ليتاح للسجانين التحكم بأوقات الإضاءة وفقاً لمزاجهم ويقبع في سجن الدامون 94 أسيرة فلسطينية، تنتهج بحقهن سياسة التجويع التي أدت إلى تغيرات هرمونية وأعراض جانبية في أجسادهن منذ أشهر.

هذا القرار ينبع من تجذر العنف الأبوي في كيان الاستعمار ومؤسساته، حيث يتأسس هذا النظام على العنف ضد الجسد الفلسطيني بصفته جسداً يجب أن يخضع أو يباد.
ويأخذ العنف الأبوي ضد الأسيرات في سجون الاحتلال منحى الانتقام، إذ تراهن إدارة السجون وجنود الاحتلال على العنف والذكورية وكأنها نصر سيؤدي إلى كسر الأسيرات وعزلهن عن حاضنتهن الاجتماعية.
منع الأسيرات من الحجاب والنقاب يجب أن يشعل الغضب النسوي في كل مكان، كما يشعله فرض الحجاب القسري. فالصمت عن جرائم الاحتلال الصهيوني الأبوية ضد النساء الفلسطينيات هو تورط في هذه الانتهاكات وتطبيعها مادام من يمارسها ليس عربي/مسلم/جنوبي.

نتضامن مع أخواتنا في سجون الاستعمار ونؤكد أن صمت الجميع عن هذه الانتهاكات الأبوية والاستعمارية، لن يكسر الصوت النسوي المقاوم للنظام الأبوي والاستعماري.

قد يعجبك ايضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد