باكستان: نساء القبائل الباشتونيات يتظاهرن للمطالبة بالمخفيين/ات قسرًا
تظاهرت نساء القبائل الباكستانيات في إقليم خيبر بختو نخو، للمطالبة بالكشف عن مصير أفراد مخفيين/ات قسرًا من عائلاتهن.
وجاء في المقال الذي نشره موقع “العربي الجديد” أن الإخفاء وقع على يد عناصر من الجيش والمخابرات التابعين لحكومة إسلام أباد.
نساء القبائل الباشتونيات يدفعن ثمن الحرب
و ذكر التقرير أنّه بالإضافة إلى مقتل 80 ألفاً من أبناء/ بنات القبائل فقد أُخفي قسراً ستة آلاف و700 منهن/م، موضحاً أنّ هذه ليست الأرقام الدقيقة إنّما تلك التي تم تأكيدها.
وركّز على أن النساء يقصدنَ اللجنة الخاصة المعنية بشؤون المخفيّين/ات قسرًا لدى “حركة حماية البشتون”، ومنهنّ من يبلغنَ عن أزواج أو إخوة فُقدوا قبل سنوات، وهنّ لا يدرينَ إن كانوا على قيد الحياة أم لا.
وتحدّث عن أنّ امرأة تنتظر زوجها منذ تسع سنوات، بعدما داهم الجيش المنزل واصطحبه بحجّة التحقيق معه لدقائق ليُصار لاحقاً إلى الإفراج عنه.
ولكنّ تلك الدقائق تحوّلت إلى سنوات تسع، وقد بدت المرأة كأنّها في الستينيات من عمرها على الرغم من أنّها لم تبلغ الثلاثين بعد.
وقال زعيم “حركة حماية البشتون” منظور بشتين “إن أحدًا لا يعرف مصير هؤلاء المساكين، والجهات المتورطة تمتنع عن تقديم أي معلومات”.
وكانت قبائل الباشتون قد اجتمعت الشهر الماضي في 11 تشرين الأول/ أكتوبر، لمدة 3 أيام لتناول القضايا الملحة والتي كانت قضية المخفيين قسرًا على رأسها.
وحاولت حكومة إسلام أباد منع المشاركة في الاجتماع القبلي المذكور، الذي جمع بحسب بيانات “حركة حماية البشتون” نحو مليون من أبناء/ بنات القبائل البشتونية.
ومن تلك المحاولات إطلاق عناصر الأمن النار، الأمر الذي أدّى إلى مقتل خمسة من المشاركين في الاجتماع وإصابة 13 آخرين بجروح.
ومن مطالب الاجتماع أن تفرج الحكومة الباكستانية فوراً عن كلّ المخفيّين قسراً، مع تعهّد الحركة بمتابعة ملفات هؤلاء في المحاكم المحلية ورفع هذه القضية أمام المحاكم الدولية.
في سياق متصل، تقول وجيهة خان، التي أُخفي زوجها قسراً على يد الجيش قبل أربع سنوات من إقليم وادي
سوات شمال غربي البلاد، لـ”العربي الجديد” إنّ “السنوات الأربع التي عشتها مع أولادي كانت من أصعب فترات
حياتي، وكلّ ذلك بسبب الجيش الذي يدّعي أنّ ما يقوم به هو من أجل حماية الشعب”.
وتضيف وجيهه أنّه “لم يكن لزوجي ذنب بأيّ شيء، باستثناء أنّه كان ينتقد دور الجيش في بعض المجالس، ويشير
إلى أنّ منطقة القبائل لم تعد آمنة بعدما دخل إليها الجيش”، وتؤكد أنّ “هذه هي الحقيقة.
كنّا بالفعل نعيش في أمان قبل ذلك، وكان لنا نظام قبلي أفضل بألف مرّة ممّا يقدّمه الجيش والحكومة”.
وتوضح المرأة البشتونية: “قصدت كلّ المحاكم وأنفقت كلّ ما كنت أملك من مال. كذلك بعت الذهب الذي أهداني
إياه والدي عند زواجي، وكنت آمل كلّ يوم وكلّ أسبوع أن يُفرَج عن زوجي فيعود إلى المنزل.
ولكن للأسف، لم يحصل هذا”. وتتابع: “لم يعد لديّ أمل، في الوقت الراهن، إلا بالحراك القبلي، وتحديداً ما تقوم به حركة حماية البشتون”.
وتسأل وجيهة: “لو كان لزوجي أيّ ذنب، لماذا لا يفصح الجيش والإستخبارات عن ذلك علناً فيمثل أمام المحكمة؟”.
بدورها، شاركت كريمة بيبي، البالغة من العمر 62 عاماً، في اجتماع 11 أكتوبر. وقد أتت من إقليم شمال
وزيرستان القبلي، شمال غربي باكستان، لترفع قضية ابنها محمد يوسف البالغ من العمر 22 عاماً الذي اعتقله
الجيش قبل ثلاث سنوات من المسجد، بحضور كلّ أبناء القرية، متّهماً إياه بـ”علاقات مع الحركات الجهادية”.
ولا تخفي كريمة، في حديثها لـ”العربي الجديد”، أنّها طرقت كلّ أبواب المحاكم والمؤسسات الإنسانية بلا جدوى.
وتقول: “أشارك في كلّ اجتماع يُعنى بملف المخفيّين قسراً، مع معرفتي أنّ ابني في قبضة الجيش الذي لا يستطيع أحد مواجهته”.
وأشارت إلى أنّه “لا رحمة لدى الجيش وهو لا يرفق بالشعب، إنّما يمارس الظلم بحقّه، وبحقّ أبناء القبائل تحديداً”.
وتشدّد كريمة بالقول “ابني كان طالباً جامعياً من دون أيّ انتماء إلى أيّ جماعة مسلحة، لكنّ الجيش اختطفه
بتهمة الانتماء إلى جماعات مسلحة. وأنا أناشد المجتمع الدولي الوقوف إلى جانبنا. فنحن فقراء وضعفاء، لا نملك
شيئاً، ولا حتى قوة في مواجهة الجيش”.