سيلين حيدر: كيف يستهدف الاحتلال مواهب وأحلام النساء؟
ترقد لاعبة منتخب لبنان لكرة القدم، ونادي أكاديمية بيروت سيلين حيدر (19 عامًا)، في غرفة العناية المركزة بعد إجراء عملية جراحية دقيقة لإزالة شظية صاروخ أصابتها يوم 16 تشرين/الثاني الجاري.
وذلك خلال غارة للعدو الصهيوني استهدفت الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت.
رغم أنها كانت بعيدة عن مركز الهجوم بعشرات الأمتار، لكن شظايا الانفجار أصابت سيلين بشكل مباشر.
ما تزال حالة سيلين الصحية حرجة. بينما يتابع سكان البلاد بفارغ الصبر تقدم حالتها، ويستمرون في التضامن معها عبر منصات التواصل الاجتماعي، داعين لها بالشفاء العاجل والعودة إلى ملاعب كرة القدم التي طالما حلمت بأن تكون مكانًا لتحقيق إنجازاتها الرياضية.
سيلين: الحلم والواقع
كانت سيلين حيدر، مثل الكثير من النساء والفتيات في لبنان، تحلم بغدٍ يُحقق لها طموحاتها في عالم كرة القدم،
وتظلّ بصمة اسمها في الملاعب مرتبطة بالإنجازات والبطولات الكبرى. كانت تأمل في أن تُخلّد ذاكرتها كلاعبة بارزة، تركض خلف الكرة وتحقق النجاح، لا أن تكون جزءًا من العناوين العاجلة والأخبار المأساوية، التي تصوّر حجم الوحشية التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي ضد لبنان.
إصابة سيلين لم تكن مجرد حدث مؤلم على مستوى فردي، بل كانت إضافة إلى لائحة طويلة من النساء والفتيات اللواتي طالهن غدر آلة القتل الصهيونية. هذه الآلة التي لا تكتفي بالقتل المباشر والتدمير الممنهج للبنية التحتية والمنازل، بل تطارد أيضًا أحلام الناس وتدمّر الفرص الحياتية للنساء والفتيات.
مقاومة وتحدي في وجه العدوان
إن قصة سيلين حيدر، رغم قسوتها، ليست مجرد قصة إصابة في حرب يفرضها الاستعمار، بل هي قصة شعب بأكمله يتطلع إلى حياة أفضل لا يفسدها خراب الاستعمار وانتقامه. إصابتها جاءت لتذكرنا بأن النساء والفتيات في لبنان، مثل سيلين، يحملن آمالًا وأحلامًا في قلوبهن، ولكنهن يُجبرن يومًا بعد يوم على مواجهة وحشية وعدوان الاحتلال.
ورغم أن المعركة اليوم هي من أجل البقاء على قيد الحياة، فإن عودة سيلين إلى الملاعب، كما يتمنى الجميع، ستكون بمثابة انتصار على العدوان الإسرائيلي، وتصميمه على محو هذه الشعوب وكسرها.