استشهاد الصحافية الفلسطينية فاطمة الكريري بعد منعها من العلاج

استشهدت الصحافية الفلسطينية فاطمة محمد الكريري، اليوم الثلاثاء، إثر أزمة قلبية حادة نجمت عن التوتر الشديد الذي يعيشه سكان شمال قطاع غزة في ظل الإبادة الاستعمارية المستمرة.

وقد أفادت مصادر محلية أن فاطمة الكريري تم نقلها إلى مستشفى الشفاء الطبي. حيث توفيت فور وصولها نتيجة الأزمة الصحية التي عانت منها لشهور، ولم تتمكن من تلقي العلاج بسبب السياسات الإبادية للاحتلال المتمثلة في اغلاق المعبر.

فاطمة الكريري تعرّضت لجريمة قتل

تأتي وفاة فاطمة الكريري في وقت يعاني فيه سكان شمال غزة من ظروف صحية ومعيشية مدمرة نتيجة العدوان الاستعماري. إذ يفرض واقع التجويع والقتل، ودمر الكثير من المنشآت الحيوية، بما في ذلك المستشفيات.

أصبح الوصول إلى العلاج أمراً بالغ الصعوبة في ظل الحصار المستمر والقصف العنيف. بينما تتفاقم أزمة إغلاق المعابر ومنع المرضى من السفر لتلقي العلاج خارج القطاع. وهو ما أدى إلى ارتفاع ملحوظ في عدد الوفيات بسبب قلة الرعاية الطبية.

في ذات الوقت، يعاني المرضى/المريضات من منع تلقي العلاج بسبب الحصار الاستعماري ورفض إعطاء تصاريح الإجلاء للخارج.
وهو الشيء الذي فاقم الأزمة الصحية التي مرت بها فاطمة الكريري. فمنعها من السفر للعلاج عجّل وفاتها التي كان يمكن تجنبها لو لم يسلبها هذا الاستعماري الوحشي حق أساسي وهو الحق في التطبيب.

قصة ليست استثنائية في غزة. فالطواقم الصحفية تتعرض للهجوم المستمر والمحاولات المتكررة للقتل والمنع من العلاج. وهو أمر يظهر بوضوح في حالة الصحافي فادي الوحيدي.

أصيب الوحيدي في التاسع من أكتوبر/تشرين الأول برصاص قوات الاحتلال في شمال قطاع غزة، ما أدى إلى إصابته بشلل كامل. ويماطل الاحتلال منذ 40 يومًا في منح التصريح اللازم لإجراء العلاج له خارج القطاع، رغم خطورة حالته.

كما أصيب الصحافي علي العطار، مصور قناة الجزيرة، في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الجاري بشظية في رأسه إثر قصف مدفعي إسرائيلي استهدف موقعًا قرب مستشفى شهداء الأقصى في مدينة دير البلح وسط القطاع، في دليل آخر على استهداف الصحفيين/ات والمرافق الطبية بشكل مباشر.

إن هذه السياسات القمعية للمحتل، والتي تشمل استهداف الصحافيات/ين ومنع المرضى/ات من الإجلاء للعلاج، تشكل جزءًا من استراتيجية شاملة تهدف إلى خنق قطاع غزة ومنع وصول أي دعم إنساني أو طبي للسكان. ورغم ذلك، يواصل الصحفيون/ات تحدي المخاطر في سبيل نقل الحقيقة.

وباستشهاد الصحافية فاطمة محمد الكريري، يرتفع عدد الصحافيات/ين اللواتي/الذين استشهدن/وا منذ بداية العدوان إلى 190 شهيدًا/ة، إضافة إلى إصابة 396 آخرين/ات. بينما تم اعتقال 40 صحافيًا/ة منذ بداية الإبادة الاستعمارية في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

قد يعجبك ايضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد