دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان

لم تكد النساء يستوعبن ما ألحقه عدوان الاحتلال في لبنان من دمار في قراهن وبيوتهن وقتلٍ لأحبتهن وواقع التشريد والنزوح الذي تركهن بلا مأوى، حتى وجدن أنفسهن في نكبة أخرى لا تقل خطورة.

يلاحقهن العنف الأبوي الذي يصبح أكثر قسوة في أثناء الحروب والنزوح. يظهر ذلك جلياً في قضية دارين الأحمر التي قُتلت غدراً على يد زوجها وشقيقه.

دارين الأحمر النازحة التي لم تنجو

في أوقات النزوح والعدوان الاستعماري، تجد النساء أنفسهن في مواجهة شبح القتل من كل ناحية.

فحتى عندما نجت دارين الأحمر من مجازر الاحتلال في الجنوب، ونزحت إلى بيروت بحثاً عن الأمان، سرق النظام الأبوي محاولتها في النجاة.
فقد قُتلت بطلق ناري في الرأس على يد زوجها وسام الأحمر وشقيقه، بعد أن نزحت رفقتهما نحو بيروت جراء القصف على الجنوب اللبناني.

تعرضت دارين الأحمر وأبنائها/بناتها التسع/ة، حسب تصريح شقيقها لقناة الجديد، للتعنيف على يد زوجها وشقيقه طيلة فترة نزوحها.

حيث استغلا بُعدها عن أهلها، وشعورها الدائم بضرورة حماية أبنائها لكي ينهوا حياتها. ثم حاولا بكل الطرق طمس الجريمة بالإدعاء أنها انتحار.

لجأت عائلة دارين للصحافة من أجل طلب المساعدة في تحقيق العدالة لها، ورفع مستوى الوعي حول قضايا العنف الأبوي في أثناء النزوح. بينما قامت قوات الأمن بالقبض على القتلة، لاستكمال التحقيق.

لم تستوعب عائلة دارين الجريمة. فكان وقعها على أفراد الأسرة أشد من وقع الغارات التي تهز عليهن/م أركان مراكز النزوح.

فقدان دارين، وهي وحيدة وغير قادرة على طلب المساعدة، جعل العائلة تطالب برفع الصوت حول جرائم العنف الأسري خلال النزوح. وذلك خصوصاً في ظل ثقافة أبوية تطمس العنف ضد النساء، وتتجاهل أن الحرب لها انعكاسات مختلفة على الأفراد.

في النظام الأبوي، الحماة هم الجناة

تذكر قضية دارين بأنه، وفي الوقت الذي ينصب اهتمام الجميع على إيجاد ملاذ آمن من القصف وطرق للتكيف مع حياة النزوح. تحمل النساء على أكتافهن أعباء الألم والخوف المستمر.

خوف من أيادي الغدر التي كان يفترض أن تربت عليهن وتعدهن بالأمان. وخوف من استرخاص حيواتهن في مجتمع يرى أن العنف ضدهن مسألة شخصية.

هذا الواقع يعكس بشكل مأساوي كيف أن مجازر الاحتلال لا تنتهي بمجرد الابتعاد عن ساحة القصف، بل تتنقل إلى داخل الأسرة والمجتمع، وتُمارس على يد من يقدمهم النظام الأبوي بأنهم الحماة.

ليظل العنف الأبوي أحد أقوى أشكال القمع التي تعيشها النساء، والتي تتضاعف أثناء النزوح والحروب.

قد يعجبك ايضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد