هيئة تحرير الشام.. قوة أمر واقع تهدد مكتسبات النساء السياسية
سلّمت هيئة تحرير الشام نفسها مقاليد الحكم عقب سقوط نظام الأسد قبل 10 أيام، معلنةّ أنها “حكومة انتقالية” تسعى للحفاظ على مؤسسات الدولة ريثما تتم انتخابات ديمقراطية، وإعادة تشكيل للواقع السياسي بعد 53 عامًا من تفرّد الأسدَين والبعث بالسلطة.
فأين النساء من هذا كلّه؟
النساء بين ديكتاتورية الأسد وتهميش هيئة تحرير الشام
تضاربت الأنباء من الداخل السوري حول فرض الحجاب على النساء في بعض المناطق، وتحطيم زجاجات الكحول
وارتكاب انتهاكات تشي بحكم متطرّف؛ ولكنّ الحديث عن دور النساء في العملية السياسية كان ما يزال غائبًا حتى
مساء أمس.
عبيدة أرناؤوط، الناطق الرسمي باسم حكومة الإنقاذ على تلفزيون الجديد:
في مقابلة له على تلفزيون الجديد مساء أمس، صرّح عبيدة أرناؤوط- الناطق الرسمي باسم حكومة الإنقاذ التابعة لهيئة تحرير الشام بقيادة أحمد الشرع المعروف باسم “أبو محمد الجولاني”؛ عدة تصريحات تنذر بالخطر حول نية قوى الأمر الواقع بالتعامل مع النساء.
فقد دارت إجاباته في فلك “كينونة المرأة وطبيعتها البيولوجية” مستخدماً ذرائع واهية، تستخدم عادةً لتحييد النساء عن المشهد السياسي وحصرهنّ في أدوار “صوريّة” لا تترك مجالاً للعمل على أيّ تغيير حقيقي.
لم يخفِ أرناؤوط قناعته بوجوب إبعاد النساء عن مراكز القيادة العليا، بدءاً من وزارة الدفاع، وصولاً إلى القضاء، كما
أكد على أن دور المرأة مهم لأنها مسؤولة عن “التربية والتعليم”.
على مدار 13 عامًا من الثورة السورية ناضلت النساء داخل سوريا وخارجها لانتزاع حقوق سياسية على المستويين الجمعي والفردي.
وهو ما اتضح من خلال تصريحات عبيدة أرناؤوط على تلفزيون الجديد البارحة، أنها مكتسبات مهددة بالانتزاع من جديد في ظل حكم الهيئة.
رغم أن أرناؤوط استهلّ إجابته بالتأكيد على دور القانونيين والسياسيين في تشكيل الدستور الجديد، إلا أنه سارع لإطلاق موقف إقصائي تجاه النساء من هذه العملية.
واستخدم ذرائع عدة مثل “لا يمكن للنساء حمل السلاح، ولايمكن للمرأة أن تشغل منصب وزيرة دفاع لأنه يتعارض مع كينونتها”.
وحتى عند التأكيد على “عدم فرض الحجاب” لم يكن هذا التأكيد شاملًا، بل اقتصر على النساء من “المكون المسيحي” حسب تعبيره.
يذكر أن محمد الشرع قد طلب من فتاة تغطية شعرها لالتقاط صورة معه، كما ظهرت محاورته في آخر مقابلة له على تلفزيون سي إن إن وهي ترتدي وشاحًا.