
غزلان: شابة مغربية تجوب الشوارع لتكون “مسحراتية”
تعرضت غزلان الملقبة بـ “مرضية ماماها”، المسحراتية الطنجاوية، لهجوم ذكوري على وسائل التواصل الاجتماعي طال مبادرتها لإيقاظ السكان من أجل السحور.
غزلان “مرضية ماماها” الفتاة التي نالت رضى والدتها، تصدح في حارات طنجة بعبارة “نوض أحبي تسحر”، أي استيقظ يا حبيبي للسحور.
يكشف هذا الهجوم مجدداً عن ازدواجية المعايير الذكورية التي ترفض خروج النساء عن الأدوار التقليدية، حتى عندما يقمن بنفس الأفعال التي يؤديها الرجال دون اعتراض.
غزلان مسحراتية تجوب شوارع طنجة
فبينما طالت غزلان انتقادات لاذعة وصلت حدّ اتهامها بـ”الإساءة” و”الوقاحة”، لم يتعرّض المسحراتي الرجل في المدينة نفسها لأيّ هجوم، رغم استخدامه الأسلوب ذاته، بل حصد المشاهدات والإعجاب.
فالرفض الموجه لغزلان لم يكن بسبب فعلها، بل لأنها امرأة اختارت الظهور في مساحة يعتبرها البعض حكرًا على الرجال.
والعبارات التي استخدمتها، والتي أثارت الجدل، ليست أكثر جرأة مما يردده المسحراتيون الرجال منذ عقود، ولكن لأن الصوت هذه المرة كان صوت امرأة، تحول الأمر إلى “إثارة للفتنة” و”إساءة إلى التراث”.
عرض هذا المنشور على Instagram
قضية غزلان ليست مجرد جدل عابر، بل هي انعكاس لنظام أبوي يرفض تمكين النساء حتى في أبسط التفاصيل،
ويستخدم الأخلاق والتقاليد كسلاح لإقصائهن. فهل كانت ستتعرض لنفس الهجوم لو كانت رجلاً؟ الإجابة واضحة في صمت الأصوات ذاتها عن المسحراتي الرجل، الذي مارس الدور ذاته دون أن يُتهم بـ”الفتنة” أو “الإساءة”.
من جانبها، قالت غزلان عبر صفحتها على موقع فيسبوك، إنها لا تقوم بأي سلوك تخجل منه، مؤكدة أنها لم تقصد الإساءة أو إثارة الجدل، بل خلق أجواء مرحة ومميزة تتماشى مع روح الشهر الفضيل.
كما أكدت أن نواياها صادقة، وأنها تحرص على تقديم محتوى يحترم القيم في البلاد. وأشارت إلى أنها وجدت نفسها عرضة للاتهامات والانتقادات، رغم أنها لم تقدم على أي فعل يسيء إلى شهر رمضان الفضيل أو إلى المجتمع.