
الإفراج عن الأسير الفلسطيني أحمد مناصرة بعد نحو 10 سنوات من الاعتقال
أفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الخميس، عن الأسير الفلسطيني المقدسي أحمد مناصرة، بعد أن قضى قرابة 10 سنوات في سجون الاحتلال.
تعود قصة أحمد مناصرة إلى عام 2015، حين اعتقلته قوات الاحتلال بوحشية، وكان يبلغ من العمر 13 عامًا فقط، بزعم محاولته تنفيذ عملية طعن في القدس المحتلة، برفقة ابن عمه حسن مناصرة، الذي استُشهد بعد إطلاق النار عليه.
أما أحمد، فقد نجا بأعجوبة بعدما أُصيب برصاص الاحتلال، ثم تعرّض للدهس والضرب المبرح، ما أدى إلى كسور في جمجمته. وانتشرت حينها مقاطع فيديو تُظهره مُلقى على الأرض وهو ينزف ويصرخ من الألم، بينما يثبّته الجنود على الأرض.
وتعرّض أحمد خلال سنوات الأسر لتعذيبٍ جسدي ونفسي قاسٍ، وسط ظروف احتجاز قاسية أثّرت على حالته الصحية والنفسية.
رغم قيود الاحتلال ومحاولات كسر إرادته، خرج أحمد مناصرة حرًّا، صامدًا.
وكان من المفترض أن يتم الإفراج عنه من سجن “نفحة”، حيث كانت عائلته بانتظاره، إلا أن سلطات الاحتلال أطلقت سراحه في منطقة بئر السبع، بهدف حرمانه من استقبال يليق بحريته.
ورغم محاولات الاحتلال كسر إرادته، خرج اليوم حرًّا، صامدًا، محاطًا بقيود إعلامية مشددة فرضتها سلطات الاحتلال لمنع أي احتفاء عائلي أو تغطية صحفية لحرّيته.
عن إجرام الصهاينة.. عزلة قاسية
“لا أنتظر سوى الموت”
خلال فترة اعتقاله، وُضع أحمد في العزل الانفرادي لسنوات، رغم معاناته من الفصام والاكتئاب الحاد، وفق تقارير طبية ودولية.
وفي إحدى زيارات محاميه خالد زبارقة في عام 2023، وصف الأخير حالته بقوله: “رأيته إنسانًا بلا روح”. ونقل عن أحمد قوله: “أنا لا أنتظر سوى الموت… لا أنتظر شيئًا من هذه الحياة”.
وفي تلك الزيارة، سأل أحمد محاميه سؤالًا صادمًا: “هل أنت متأكد من أن الانتحار حرام؟”.
وقبيل إحدى جلسات المحكمة في العام نفسه، كان أحمد محتجزًا في معتقل عسقلان، يعاني من آلام حادة في المعدة نتيجة طعام ملوث بالحشرات، ويعيش في زنزانة مليئة بالقوارض، مع حرمانه من استلام أموال من عائلته.
رغم ذلك، قرّر قاضي الاحتلال تمديد عزله لمدة 6 أشهر إضافية.
“لقاء الأصابع” الوحيد بين أحمد مناصرة الطفل ووالدته
في إحدى جلسات التحقيق، وبعد إصرار طويل من المحامي، سمح القاضي لوالدة أحمد بأن تلمس إصبعًا واحدًا فقط من يد ابنها.
عن تلك اللحظة، قالت والدته: “ابني لم يترك أصبعي وظل يقبّله وهو يبكي ويرتجف… لم أستطع تركه لمدة لم تتجاوز الدقيقتين”.
وكان أحمد قد خضع، خلال التحقيق معه حين كان قاصرًا، للاستجواب دون حضور والديه أو محامٍ، في مخالفة واضحة للقوانين الدولية الخاصة بحقوق الأطفال.
وسرّبت سلطات الاحتلال الصهيوني لاحقًا فيديو التحقيق معه، لتبقى صرخته الشهيرة “مش متذكر… مش متأكد” محفورة في الذاكرة، ما حول قضيته إلى قضية رأي عام عالمي.
حكم بالسجن وتدهور تدريجي
أُدين أحمد بالسجن 12 عامًا، خُففت لاحقًا إلى 9 سنوات ونصف، مع فرض غرامة مالية بقيمة 180 ألف شيكل.
احتُجز في البداية لعامين داخل مؤسسة للأحداث تحت ظروف قاسية، ثم نُقل إلى سجن مجدو بعد تجاوزه سن الـ14، وخضع لعدة محاكمات لاحقة، كان أبرزها تصنيف ملفه كملف “إرهاب“.