روايات الانتحار: رحيلٌ موجع ورسائل عن المعاناة الصامتة

روان من مصر ومريم من لبنان فقدتا حياتيهما في حادثتين موجعتين

من الزقازيق في مصر إلى منطقة الشياح في لبنان، فقدت الشابتان روان ومريم حياتيهما بطريقةٍ مأساويةٍ تعلن عن لحظاتٍ قاسية اختبرتاها بصمت، فيما قيل أنها حادثتي “انتحار”.

حادثتان موجعتان لشابتين في مقتبل العمر، أثارتا جدلًا واسعًا وتساؤلات عميقة حول الضغوط النفسية التي تواجهها الفتيات في مجتمعاتنا.

وبينما لا تزال التساؤلات تدور حول ما إذا كانت الضغوط فعلًا هي ما دفعت الشابتين إلى الانتحار كما يُشاع، وفي ظل استمرار التستر على كثير من جرائم قتل النساء تحت غطاء الانتحار، يبقى الواقع أخطر وأعمق وأقسى.

روان ناصر: مأساة في الزقازيق

الأحد الماضي، بتاريخ 4 أيار/ مايو، توفيت روان ناصر، الطالبة في الفرقة الرابعة بكلية العلوم – جامعة الزقازيق، إثر سقوطها من الطابق الخامس بمبنى الكلية.

النيابة المصرية، في بيانها الصادر الخميس، أعلنت أن التحقيقات الأولية أشارت إلى أن الطالبة صعدت بمفردها إلى أعلى المبنى، وعُثر على متعلقاتها في الموقع.

وأفاد شهود عيان بأنهم رأوها قبل لحظات من السقوط، وأنها كانت غارقة في دمائها عند العثور عليها.

في حين أقرّت عائلتها، لا سيما والدتها وشقيقتاها، بوجود خلافات أسرية، وهو ما دعمته رسائل وُجدت على هاتفها، بينها واحدة أُرسلت قبل الحادث بدقيقة، تشير إلى نية الانتحار.

ولا تزال التحقيقات جارية، بانتظار نتائج الطب الشرعي وتحريات الشرطة.

مريم نحلة: لغز في الضاحية الجنوبية

في 8 أيار/ مايو 2025، وُجدت الشابة اللبنانية مريم نحلة جثة هامدة في الضاحية الجنوبية لبيروت بعد تعرضها لطلق ناري.

الأنباء الأولية رجّحت فرضية “الانتحار”، لكن الغموض يلف التفاصيل، والوجع يتكرر.

وحتى الآن، لم تصدر السلطات اللبنانية بيانًا رسميًّا يوضح ملابسات الحادثة، ما يترك المجال للتكهنات والتساؤلات.

ما بعد الرثاء: مسؤولية جماعية

رغم اختلاف التفاصيل، تحمل الحادثتان رسائل متشابهة: ضغوط نفسية، أوجاع ثقيلة، معاناة صامتة، وحروب داخلية لم يسمعها أحد.

وإن صدقت فرضية الانتحار، تبقى المسؤولية جماعية – لا شخصية فقط – ونحتاج أن نطرح على أنفسنا أسئلة صعبة. فتكرار هذه الحوادث يذكرنا بأهمية توفير بيئة داعمة وآمنة للفتيات، حيث يمكنهن التعبير عن مشاعرهن ومواجهة معاناتهن دون خوف أو خجل.

معاناةٌ اجتماعيةٌ ونفسية، صراعاتٌ داخلية، وقصصٌ مؤلمة تُدفن ولا يُنصت إليها بما يكفي. بينما يظل القلق قائمًا من أن تُقتل الضحايا مرتين:
مرة عبر موتهن، وأخرى عبر قتل الحقيقة ودفن العدالة.

لنتذكر دائمًا، الصحة النفسية ليست رفاهية، والدعم الاجتماعي ضرورة وحاجة ملحة.

قد يعجبك ايضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد