تصاعد الانتهاكات بحق الأسيرات الفلسطينيات في سجون الاحتلال: قمع وتجويع وإذلال ممنهج

منذ اندلاع حرب الإبادة التي يشنّها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، شهدت السجون الإسرائيلية تصعيدًا غير مسبوق في الانتهاكات بحق الأسيرات الفلسطينيات، وسط ظروف اعتقال مأساوية، وتنكيل متواصل طال الجسد والنفس معًا.

تجويع، إذلال، وانتشار الأمراض في الزنازين

وفق ما أفاد به نادي الأسير/ة الفلسطيني/ة، فإن إدارة سجن “الدامون” صعّدت هجمتها على الأسيرات خلال النصف الأول من شهر آب/ أغسطس الجاري، حيث نفّذت أربع عمليات قمع عنيفة، شملت استخدام الكلاب البوليسية والغاز، إلى جانب الاعتداء الجسدي المذل، والحرمان من أبسط الحقوق.

“لا يزال الاحتلال يحتجز 48 أسيرة فلسطينية، من بينهن طفلتان، إضافة إلى أسيرة حامل اقترب موعد ولادتها، وسط أوضاع صحية ونفسية متدهورة.”

وأكد النادي، في بيانٍ رسمي، أن “قوات القمع اعتدت على الأسيرات عبر تقييدهن، وإخراجهن من الزنازين بطريقة مذلّة ومهينة، مع إجبارهن على خفض رؤوسهن، واقتيادهن إلى ساحة السجن والتنكيل بهن”. وأضاف أن الاحتلال استخدم الكلاب البوليسية والغاز في اثنتين من هذه العمليات، في مشهد يعكس عمق الانتهاكات بحق النساء الفلسطينيات داخل السجون.

ووفق البيانات، لا يزال الاحتلال يحتجز 48 أسيرة فلسطينية، من بينهن طفلتان، إضافة إلى أسيرة حامل اقترب موعد ولادتها، وسط أوضاع صحية ونفسية متدهورة.

وأوضح نادي الأسير/ة أن “هذه الانتهاكات لا تمثل حوادث استثنائية، بل تجسّد سياسة استعمارية ممنهجة تستهدف النساء الفلسطينيات ضمن حملة قمع جماعي تطال الشعب الفلسطيني بأكمله”.

وتابع: “الأسيرات يعانين من الجوع بسبب قلّة الطعام ورداءته، إذ إن بعض الوجبات تكون فاسدة وغير صالحة للاستهلاك، كما ينتشر في الزنازين الحشرات ومشاكل جلدية ناتجة عن ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة، في ظل انعدام التهوية، والنقص الحاد في المستلزمات النسائية الخاصة”.

ويؤكد نادي الأسير/ة أن “تصاعد الاعتداءات على الأسيرات جاء في سياق حملة قمع عامة طالت كافة الأسرى منذ بداية الحرب على غزة”، مشيرًا إلى شهادات موثقة “كشفت عن ممارسات ترقى إلى جرائم تعذيب، من بينها إطلاق الرصاص على الأطراف، تكسير الأضلاع، الصعق بالكهرباء، التجويع المتعمّد، والإهمال الطبي”.

10,800 معتقل/ة في سجون الاحتلال

في السياق ذاته، تشير مؤسسات حقوقية تُعنى بشؤون الأسرى إلى أن ما يتعرض له الفلسطينيون/ات داخل سجون الاحتلال، في موازاة العدوان المستمر على غزة، يرقى إلى جرائم حرب، مطالبة المجتمع الدولي بالتدخل العاجل لمحاسبة المتورطين في هذه الانتهاكات.

وبحسب معطيات نادي الأسير/ة الفلسطيني حتى مطلع أغسطس/ آب الجاري، يبلغ عدد الأسرى الفلسطينيين/ات في سجون الاحتلال نحو 10,800 أسيرًا/ة، من بينهم 48 أسيرة، و450 طفلًا، و2,378 معتقلًا يصنفون كـ”مقاتلين غير شرعيين”.

وتتزامن هذه الانتهاكات مع استمرار الجرائم اليومية التي ترتكبها قوات الاحتلال والمستوطنون/ات في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، حيث قُتل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ما لا يقل عن 1,015 فلسطينيًا/ة، وأصيب أكثر من 7,000 آخرين/أخريات.

أما في غزة، فقد خلّف العدوان الإسرائيلي المستمر نحو 62,000 شهيد/ة، وأكثر من 155,886 مصابًا/ة، معظمهم/ن من النساء والأطفال، إضافة إلى أكثر من 9,000 مفقود/ة، ومئات آلاف النازحين/ات، وسط مجاعة أودت بحياة 258 شخصًا، بينهم/ن 110 أطفال.

 

قد يعجبك ايضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد