عن مأساة الفاشر الإنسانية

الجوع والمرض يفتكان بالأرواح في السودان

تواجه نساء وأطفال مدينة الفاشر في شمال دارفور، حصارًا مميتًا يهدد حياتهم يوميًّا، في ظل الحرب المستمرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

يعيش نحو 260 ألف مدني/ة، بينهم/ن 130 ألف طفل/ة، في ظروف مأساوية، بعدما انقطعت عنهم المساعدات الإنسانية لأكثر من 16 شهرًا.

وبحسب تقرير للأمم المتحدة، قُتل وشُوّه أكثر من ألف طفل/ة منذ أبريل/نيسان 2024، بينما سُجّلت حالات اغتصاب واعتداء جنسي طالت ما لا يقل عن 23 طفلًا/ة. وتفيد شهادات ميدانية بأن عددًا من الضحايا قُتلوا داخل منازلهم أو في مخيمات النزوح، أو أثناء محاولاتهم الحصول على الغذاء.

ووفقًا لـ منظمة اليونيسف، يعيش نحو 260 ألف مدني/ة، بينهم/ن 130 ألف طفل/ة، في ظروف مأساوية، بعدما انقطعت عنهم المساعدات الإنسانية لأكثر من 16 شهرًا. هذا الحصار أدى إلى تعليق عمل المرافق الصحية وفرق التغذية، ما ترك نحو ستة آلاف طفل/ة يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم بلا أي علاج.

وفي غضون أسبوع واحد فقط، ارتفع عدد الوفيات بين النساء والأطفال بسبب الجوع إلى 63 حالة.

ارتفعت حصيلة وفيات الكوليرا في إقليم دارفور إلى 374 حالة، فيما بلغت الإصابات نحو 9000 منذ تفشي المرض في يونيو/حزيران الماضي.

لم تسلم المستشفيات والمدارس من القصف، إذ تعرض 35 مستشفى و6 مدارس للتدمير أو الاستهداف، من بينها مستشفى الفاشر التعليمي السعودي للأمومة، الذي تعرّض للقصف أكثر من عشر مرات، ما أسفر عن سقوط ضحايا من النساء والأطفال.

وفي يناير/كانون الثاني 2025، دُمّر المركز الصحي في مخيم أبو شوك، مما حرم آلاف النساء والأطفال من خدمات علاج سوء التغذية.

الكوليرا تفتك بالأرواح

يترافق الحصار مع تفشٍّ خطير لوباء الكوليرا، الذي يواصل حصد الأرواح بصمت، خصوصًا في المخيمات المكتظة، حيث بات الأطفال المنهكون من الجوع أكثر عرضة للأمراض القاتلة المنقولة بالمياه.

وبحسب تقرير صادر عن المنسقية العامة لمخيمات النازحين واللاجئين بدارفور، ارتفعت حصيلة وفيات الكوليرا في إقليم دارفور إلى 374 حالة، فيما بلغت الإصابات نحو 9000 منذ تفشي المرض في يونيو/حزيران الماضي.

وسُجّلت يوم الجمعة 319 إصابة جديدة، بينها 13 حالة وفاة. وأشار التقرير إلى أن المناطق الأكثر تضررًا تشمل طويلة (شمال دارفور)، جبل مرة، نيالا (جنوب دارفور)، زالنجي (وسط دارفور)، وخزان جديد (شرق دارفور).

في مدينة طويلة وحدها، سُجّلت 4886 إصابة، بينها 77 حالة وفاة، في حين بلغت وفيات الكوليرا في جبل مرة 152 حالة، إلى جانب مئات الإصابات الأخرى.

أما في جنوب دارفور، فقد تم تسجيل 97 إصابة، بينها حالتا وفاة، بينما سُجّلت في مخيم كلمة للنازحين بنيالا 435 إصابة، توفي منها 64 شخصًا. كما سُجّلت في مخيم عطاش 222 إصابة، بينها 55 وفاة، وفي مخيم دريج 130 إصابة، منها 4 وفيات، إلى جانب إصابات أخرى في مخيم السلام.

وفي شرق دارفور، تم تسجيل 96 إصابة في منطقة خزان جديد، بينها 20 وفاة. كما حذّر التقرير من استمرار تفشي المرض في مخيمي الحميدية والحصاحيصا في زالنجي (وسط دارفور)، حيث سُجّلت 75 إصابة، بينها حالتا وفاة، إضافة إلى 109 حالات في منطقة أزوم غرب زالنجي، بينها حالتا وفاة.

حرب على أجساد النساء والأطفال

ما يجري في السودان لا يُختزل في كونه صراعًا مسلحًا بين أطراف متنازعة؛ بل هو حرب تُشن على أجساد النساء والأطفال أولًا. ففي الفاشر وسائر مناطق دارفور، تتحمّل النساء عبء النزوح والجوع، ويواجهن العنف الجنسي كسلاحٍ يُستخدم لإذلال المجتمعات وتفكيكها، بينما يُترك الأطفال عرضةً للموت البطيء جوعًا ومرضًا.

وفي مواجهة هذه الكارثة الإنسانية، تواصل اليونيسف الدعوة إلى تأمين وصول فوري وكامل لخدمات التغذية المنقذة للحياة، بما في ذلك من خلال تمديد فترات وقف إطلاق النار للسماح بالوصول إلى جميع الأطفال المحتاجين. كما تدعو المنظمة إلى حماية الأطفال في جميع الأوقات، وضمان حصولهم/ن على المساعدات المنقذة للحياة.

 

قد يعجبك ايضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد