من بيع المجوهرات إلى رصاص الحوثي.. قصة بئر النساء في”بيت فقيه”

اعتدت عناصر مسلحة تابعة لجماعة الحوثي في محافظة عمران، شمال العاصمة صنعاء، أول أمس، بالضرب وإطلاق النار تجاه مجموعة من النساء في قرية بيت الفقيه، ما أثار موجة غضب عارمة في أوساط الأهالي.

وأثارت واقعة الاعتداء على النساء اليمنيات، غضب الشارع المحلي من استمرار انتهاكات الحوثيين الجسيمة ضد النساء اليمنيات.

وتعود قصة الاعتداء إلى احتجاج نساء بلدة “بيت الفقيه” بمديرية بني صريم، بمحافظة عمران، على قيام أحد الشخصيات الموالية للحوثيين، وبشكل غير قانوني، بحفر بئر مياه لمشروع خاص في موقع قريب من بئر سابقة يعتمد عليها سكان البلدة الريفية في التزوّد بمياه الشرب.

نساء “بيت فقيه” يدافعن عن بئر المياه ومصدر الحياة لأسرهن

وكانت نساء القرية قد ساهمن قبل سنوات في إنشاء البئر القديمة بمبلغ تجاوز 30 مليون ريال يمني مايعادل 125 ألف دولار، كان قد جمعنه من بيع مجوهراتهن، لتأمين مصدر دخل ومياه لأسرهن. وطالبن بتعويضهن والالتزام بالقانون الذي يمنع حفر آبار جديدة بجوار آبار قائمة.

وأشعل انتشار مقطع فيديو يوثق لحظة الاعتداء، موجة استياء بين أبناء قبيلة بني صريم، ودفع مشايخ ووجهاء المنطقة إلى الدعوة لاجتماع طارئ لمناقشة الموقف واتخاذ رد مناسب على هذه الانتهاكات.

اعتداء جماعة الحوثي على نساء بلدة “بيت الفقية” ليس الأول من نوعه، هو حلقة في سلسلة مستمرة من الانتهاكات والجرائم التي ترتكبها الجماعة في حق النساء، في المناطق الخاضعة لسيطرة الجماعة .

مقتل 1450 امرأة يمنية واختطاف 447 حالة على يد الحوثيين

وكشفت “الشبكة اليمنية للحقوق والحريات”، في تقريرها، يونيو/حزيران 2025 ، عن إحصائية توضح ضحايا العنف الممارس ضد النساء والفتيات، في المناطق اليمنية الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، منذ مطلع العام 2021 وحتى مطلع العام الحالي.

وبحسب التقرير، قُتلت 1456 امرأة وفتاة يمنية،  وأصيبت 2379 أخريات بجروح مختلفة، خلال القصف المدفعي العشوائي لميليشيا الحوثي، وانفجار الألغام والعبوات الناسفة التي زرعتها في المناطق السكنية، وعمليات القنص واستخدام الرصاص الحيّ من قبل عناصرها.

كما وثّق التقرير 447 حالة اختطاف واختفاء قسري وعمليات تعذيب بحق النساء اليمنيات في مناطق سيطرة الحوثيين.