الطفلات في مواجهة التحرش داخل المؤسسات التعليمية في مصر

في واقعة حديثة بالجيزة (مصر)، فجّر بلاغ والدة الغضب العام، بعدما كشفت فتاتان عن تعرضهما لانتهاكاتٍ جنسية متكررة من قبل مدرّس ألعاب داخل صالة المدرسة الدولية التي تدرسان فيها.

كانت الأم أول من لاحظت آثار كدمات وسحجات على جسد طفلتيها، قبل أن تفصحا لها بما حدث. هذا الاعتراف الطفولي لم يكن سهلًا، لكنه مثّل لحظة حاسمة في توثيق الانتهاك.

كشفت الطفلتان أن المدرّس استغل وجودهما منفردتين داخل الصالة الرياضية، ليتحرش بهما أكثر من مرة، في واحدة من أكثر البيئات التي يُفترض أنها آمنة: المدرسة.

تفاصيل الجريمة والتحقيقات

تلقّت مديرية أمن الجيزة بلاغًا من المدرسة يفيد بوقوع جريمة تحرش. وقد أثبتت التحقيقات الأولية أن المدرس (30 عامًا) استغل موقعه للتقرب من الطفلتين داخل صالة الألعاب. كما أكد الفحص الطبي وجود إصابات جسدية تتفق مع أقوال الأم والطفلتين.

من جهتها طلبت النيابة العامة تحريات المباحث وسماع الشهود وتحليل تسجيلات الكاميرات. وتم إلقاء القبض على المتهم الذي أقر مبدئيًا بارتكاب الواقعة، وما زالت القضية قيد التحقيق.

البعد القانوني

يُصنّف القانون المصري هذه الجريمة باعتبارها اعتداء جنسي على قاصرة، وهي من أشد الجرائم عقوبة. الأحكام قد تصل إلى السجن المشدد أو المؤبد، خاصة إذا ارتكبت داخل مؤسسة يفترض أنها تحمي الأطفال/ الطفلات.

ويشار إلى هذه الجريمة نصًا بـ”هتك عرض”، وهو مصطلح أبوي يختزل الاعتداء الجنسي في مساسٍ بما بـ”شرف العائلة/ عِرضها/ أملاكها” بدل الاعتراف به كجريمة ضد النساء وحقوقهن الإنسانية.

ظاهرة تتكرر.. السجن المؤبد لـ”مدرّس” متحرّش

حادثة الجيزة ليست معزولة عن سياقٍ ذكوريٍّ أوسع، يتربّص بأمن الفتيات.

ففي الشرقية، صدر قبل أيام حكم السجن المؤبد بحق مدرّس استغل درسًا خصوصيًا للتحرش بطفلة تبلغ من العمر ثماني سنوات، وهددها بالأذى إذا تكلمت. الجريمة التي وقعت في مركز فاقوس أعادت التأكيد أن الأطفال عرضة للاستغلال في أماكن يُفترض أن تكون آمنة، وأن المحاسبة الصارمة لا بد أن تسير جنبًا إلى جنب مع إجراءات وقائية ورقابية.

من حضانة دولية في الجيزة إلى منزل طفلة في الشرقية، تتكرر القصص المؤلمة التي تكشف حجم الخطر المحدق بالأطفال، وحاجة المجتمع إلى نظم حماية فعّالة، وتمكين الناجيات وأسرهن من الإبلاغ دون خوف. القضايا الأخيرة ليست مجرد أحداث فردية، بل جرس إنذار بضرورة مواجهة الظاهرة بمنهج شمولي يضع حقوق وحماية الأطفال في صدارة الأولويات.

 

قد يعجبك ايضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد