سوريا.. ثلاث فتيات كرديات مفقودات في ريف حلب الشرقي

تستمر عمليات خطف النساء الممنهجة في سوريا، ومن جميع المكونات، وتهدد النسيج المجتمعي في البلاد، وفي ظل الأزمات المتراكمة، والأوضاع الأمنية المعقَّدة، وغياب الحلول العادلة والحاسمة في سوريا.

واقعٌ أفرز مخاطر تهدد مصائر المواطنين/ات السوريين/ات، بما فيها جرائم الخطف والاعتقال التعسفي والاختفاء القسري والاعتداءات على المدنيين/ات الأبرياء، ومن بينهم/ن الفتيات والنساء.

إذ اعتقلت قوت الأمن العام في سوريا يوم السبت الموافق 13 أيلول/ سبتمبر 2025، عند حاجز تابع للحكومة السورية، على طريق حلب – دير حافر، في ريف حلب الشرقي،  فتاة كردية اسمها (هيفاء عادل طاهر) تبلغ من العمر 25 عامًا.

 

خطف ما لا يقل عن 105 امرأة وفتاة درزية على أيدي جماعات مسلحة تابعة للسلطات السورية المؤقتة، وما زالت 80 منهن مفقودات.

مصيرٌ مجهولٌ تواجهه المختطفات

مصير هيفاء ظل مجهولًا منذ تاريخ اعتقالها.

في الوقت نفسه، كانت الفتاة الكردية نورمان جلال سرحان، من أهالي منطقة ديريك في الجزيرة، قد جاءت من ألمانيا وتوجهت بسيارتها، برفقة صديقتها فاطمة. وهذه الأخيرة من أهالي كوباني، في زيارة إلى حلب. الفتاتان اختفتا في الطريق، وفُقدتا في منطقة دير حافر أيضًا، وما يزال مصيرهما مجهولًا، وكذلك مصير سيارتهما”.

وأكد/ت نشطاء/ات، وحقوقيين/ات سوريين/ات، أن هذه الممارسات لم تقتصر على المكون الكردي فحسب. بل طالت أيضًا نساء وفتيات من المكون العلوي والدرزي مؤخرًا، في ظل غياب أي موقفٍ واضح أو إجراءات رادعة من جانب السلطة السورية المؤقتة.

طرقٌ محفوفة بالمخاطر وفارضي الأتاوات

ويعد الطريق المؤدي إلى دير حافر حلب واحدًا من أكثر الطرق رعبًا، كونه محفوف بالكثير من المخاطر.

يؤكد الحقوق السوري محمود علو في تصريحٍ خاص عن وكالة “باسنيوز”، أن “بعض عناصر الحواجز التابعة للجيش العربي السوري تقوم باعتراض النساء واحتجازهن، قبل مطالبة ذويهن بدفع مبالغ مالية على شكل إتاوات مقابل الإفراج عنهن”.

وبينما تطالب أسر المختطفات بالكشف عن مصيرهنّ، دعت منظمة حقوق الإنسان الألمانية هي الأخرى السلطات السورية بالتدخل الفوري والمباشر لإنقاذ  نورمان جلال سرحان، المولودة في ألمانيا عام 2003 والحاصلة على الجنسية الألمانية، بعد تعرضها لعملية خطف في سوريا.

أرقامٌ صادمة عن خطف النساء في سوريا

وأشار خبراء الأمم المتحدة إلى تقارير حول خطف ما لا يقل عن 105 امرأة وفتاة درزية على أيدي جماعات مسلحة تابعة للسلطات السورية المؤقتة، وما زالت 80 منهن مفقودات.

وبعض النساء اللواتي أُطلق سراحهن لا يستطعن العودة إلى منازلهن بسبب مخاوف أمنية، كما تعرضت بعض  النساء الدرزيات للاغتصاب قبل إعدامهن، وما زال 763 شخصًا، بينهم/ن نساء، في عداد المفقودين/ات.

وتلقّت منظمة العفو الدولية تقارير موثوقة تفيد باختطاف ما لايقل عن 36 امرأة وفتاة علوية منذ شباط / فبراير 2025، تتراوح أعمارهن بين ثلاث سنوات و40 سنة. تم الاختطاف على يد مجهولين في مختلف أنحاء محافظات  اللاذقية، وطرطوس، وحمص، وحماة.

ومن بين هذه الحالات، وثقت منظمة العفو الدولية ثماني حالات اختطاف وقعت في وضح النهار لخمس نساء وثلاث فتيات دون 18 سنة من الطائفة العلوية؛  مع “تقاعس عناصر الشرطة والأمن عن إجراء تحقيق فعال لمعرفة مصير المختطفات وأماكن احتجازهن”، بحسب المنظمة.

قد يعجبك ايضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد