
الإفراج عن القيادية الفلسطينية حنين الزعبي بعد ساعات من اعتقالها
اعتقلت الشرطة الإسرائيلية النائبة السابقة والقيادية الفلسطينية حنين الزعبي من منزلها في الناصرة، بذريعة “التحريض على الإرهاب ودعم منظمات إرهابية”، قبل أن تُفرج عنها بعد أربع ساعات من التحقيق وتحيل ملفها إلى النيابة العامة.
ورغم الضغوط، رفضت زعبي التراجع أو الاعتذار عن تصريحاتها، مؤكدة أن التحقيق “سياسي بامتياز”، يتمحور حول خطاب ألقته في مؤتمر بفيينا عن “حرب الإبادة” التي ترتكبها إسرائيل بحق أهل غزة.
وشددت على أن إسرائيل تحاول فرض رواية أنها الضحية، فيما الحقيقة أنها تمارس جرائم حرب، مضيفة: “غزة هي العنوان الآن، وهي رمز نضال شعبنا”.
حنين الزعبي: إسرائيل دولة عنصرية فاشية
حنين، التي وصفت حصار الاحتلال الصهيوني بأنه “عمل إرهابي” مؤكدةً أن الكيان الإسرائيلي “عنصري فاشي”، طالبت مرارًا بمساندة غزة وعدم تركها وحدها.
مكانتها كأول امرأة عربية تدخل الكنيست عبر قائمة عربية (2009-2019) جعلت استهدافها مضاعفًا؛ فهي صوت نسوي بارز حمل مواقف صدامية، من رفض أداء “النشيد الإسرائيلي”، إلى مشاركتها في أسطول الحرية “مافي مرمرة” عام 2010، حيث قتلت القوات الإسرائيلية تسعة نشطاء.
حنين زعبي تتحدث لموقع عرب 48 بعد اعتقالها صباح اليوم
أكدت النائبة السابقة عن التجمع الوطني الديمقراطي والقيادية حنين زعبي أن خطابها عن الحرب على الشعب الفلسطيني في غزة الذي حققت الشرطة معها بخصوصه، اليوم الأحد، ليس خطابا سياسيا، بل هو خطاب واقع على الأرض في غزة يُجمع عليه أحرار… pic.twitter.com/VmsgUq1Qyj
— موقع عرب 48 (@arab48website) September 21, 2025
خلال مسيرتها الأكاديمية والسياسية، أسست حنين الزعبي مركز إعلام (2003-2008) وكانت من مؤسسي “اتحاد المرأة التقدمي”، إلى جانب عملها محاضِرة في الإعلام والصحافة. كما واجهت موجات متكررة من التحريض والاعتداءات الجسدية واللفظية، ومحاولات لإلغاء حصانتها البرلمانية، ووُصفت بـ”الخائنة”. وتعرّضت للضرب والتقييد أمام المتظاهرين في حيفا، لمجرد مشاركتها في احتجاجات ضد الحرب على غزة.
استمرار القصف والقتل في غزة بلا محاسبة
استهداف حنين الزعبي يكشف عن قضية أوسع من فرد: سياسة ممنهجة لتكميم أفواه النساء الفلسطينيات في مواقع القيادة، وتجريم المواقف المناهضة للاحتلال عبر العنف المؤسسي. في مقابل ذلك، يستمر القصف والقتل في غزة بلا محاسبة، بينما يُلاحق الصوت الفلسطيني المقاوم باعتباره الجريمة.