
اعتصام نسوي في تعز للمطالبة بالعدالة لإفتهان المشهري
يشكل اغتيال إفتهان المشهري رسالة تخويف لكل امرأة تفكر بالانخراط في الشأن العام في اليمن
منذ يومين، تواصل نساء تعز (اليمن) اعتصامًا مفتوحًا أمام مبنى المحافظة، بعد أن نصبن خيامًا في المكان، للمطالبة بالقبض على قتلة إفتهان المشهري، مديرة صندوق النظافة والتحسين، التي اغتيلت الخميس الماضي وسط المدينة.
المعتصمات أكّدن أن تحرّكهن لن يتوقف حتى يتم توقيف جميع المتورطين، رافعات صور المشهري ومردّدات شعارات تندّد بما اعتبروه “جريمة مضاعفة ضد النساء والمجتمع، ورسالة ترهيب تهدد حضور النساء في الحياة العامة.”
تفاصيل اغتيال إفتهان المشهري
إفتهان المشهري قُتلت بعد أن أطلق عليها مسلحون مجهولون وابلًا من الرصاص في رأسها بينما كانت داخل سيارتها في جولة سنان، في حادثة هزّت المدينة ودفعت العشرات إلى التظاهر في مكان الجريمة مباشرةً.
View this post on Instagram
استجابة أمنية وضغوط شعبية
القيادة الأمنية في تعز أعلنت إطلاق حملة مشتركة، وأكدت القبض على أربعة متهمين رئيسيين، مع ملاحقة آخرين.
غير أن ناشطات وناشطين يشددن/ون على أن هذه الإجراءات جاءت تحت ضغط الشارع، وأنها غير كافية ما لم تشمل جميع القتلة ومن وفّر لهم/ن الغطاء السياسي والعسكري.
كما اتهمت شرطة تعز أحد القيادات العسكرية بمنع الحملة الأمنية من مداهمة منزل يشتبه في اختباء أحد المنفذين فيه، ما زاد من حدة الغضب الشعبي والشكوك حول وجود حماية نافذة للمتورطين.
يشكل اغتيال إفتهان المشهري رسالة تخويف لكل امرأة تفكر بالانخراط في الشأن العام.
رفع الصوت ضد الافلات من العقاب
يعدّ اغتيال المشهري استهدافًا مباشرًا للنساء في مواقع المسؤولية، ورسالة تخويفٍ لكل امرأة تفكر بالانخراط في الشأن العام.
الاعتصام النسوي في تعز لا يطالب بالعدالة فقط، بل يرفع الصوت ضد ثقافة الإفلات من العقاب التي تعزز العنف القائم على النوع الاجتماعي، وتكرّس هشاشة الحماية للنساء.
الاعتصام المستمر هو تعبير عن مقاومة جماعية، تتجاوز المطالبة بمحاكمة القتلة، لتؤكد أن دماء إفتهان المشهري قضية عامة ومسؤولية مشتركة، تتعلق بمستقبل النساء في اليمن وبقدرة المجتمع على مواجهة العنف وحماية العدالة.