النساء السوريات في الانتخابات: حضور شكلي وتمثيل هزيل 

لم تتجاوز نسبة النساء المرشحات 14%

أعلنت اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب السوري قائمة تضم 1578 مرشحًا. ورغم ضَخامة العدد، لم تتجاوز نسبة النساء المرشحات 14% فقط، ما يكرّس استمرار التمثيل الهش للنساء في مواقع القرار، ويؤكد أن حضورهن ما يزال أقرب إلى “ديكور سياسي” لا يعكس حجم معاناتهن ولا أدوارهن في المجتمع خلال سنوات الحرب.

 

انتخابات في سياق هشّ

أوضح رئيس اللجنة العليا محمد طه الأحمد أن باب الترشح أُغلق بعد تسجيل 1578 مرشحاً موزعين على 50 دائرة انتخابية. وبالتوازي، أُعلن انطلاق الحملة الدعائية ابتداءً من 29 سبتمبر/أيلول، على أن يجري الاقتراع يوم الأحد المقبل.

ورغم رفع عدد مقاعد البرلمان من 150 إلى 210، سيبقى القرار النهائي بيد الرئيس السوري أحمد الشرع الذي سيعيّن 70 عضواً، ما يعني أن آليات التعيين السياسي قد تتغلب على فرص التمثيل الشعبي، خصوصاً بالنسبة للنساء اللواتي يواجهن عقبات مضاعفة في الترشيح والوصول.

 

التبرير الرسمي مقابل التهميش الفعلي

برّرت اللجنة العليا غياب بعض الأسماء من القوائم النهائية بـ “أسباب تقنية تتعلق بالتوزع السكاني والتنوع الثقافي والاختصاص العلمي”. لكن هذا التبرير لا يخفي أن النساء ما زلن ضحية “التقنيات” نفسها التي تُستخدم لتبرير تهميشهن في مواقع القرار.

مناطق خارج المعادلة

الانتخابات لن تشمل محافظات الرقة والحسكة والسويداء، حيث تم تأجيلها لأسباب أمنية وسياسية. هذا يعني عملياً أن آلاف النساء في تلك المناطق لن يملكن حتى حق الاختيار أو الترشح، ما يزيد من اتساع الفجوة بين الخطاب الرسمي وحقوق النساء السياسية.

 

إصرار النظام السياسي الجديد على إعادة إنتاج تهميش النساء.

تهميش النساء

في بلد دفعت نساؤه ثمناً مضاعفاً للحرب والانقسام، يظل حضور النساء في البرلمان أقل بكثير من مساهماتهن على الأرض. إن نسبة 14% لا تمثل خطوة للأمام بقدر ما تعكس إصرار النظام السياسي الجديد على إعادة إنتاج التهميش ذاته، مع تغيير في الوجوه فقط.

قد يعجبك ايضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد