إسكات غدي فرنسيس: انستغرام يحذف حساب الصحافية اللبنانية بسبب مواقفها المؤيدة لفلسطين

اتهامات حقوقية لـ"ميتا" بالرقابة الممنهجة

قام تطبيق “إنستغرام” المملوك لشركة “ميتا”، فجأة بحذف حساب الصحافية اللبنانية غدي فرنسيس دون أي توضيح.

كانت الصحافية اللبنانية تمتلك سابقًا أكثر من 400 ألف متابع، وتُعد من أبرز الصحافيات/ين المؤثرات/ين اللواتي/الذين يغطين/ون باللغة الإنجليزية الحرب الإسرائيلية على جنوب لبنان.

 

View this post on Instagram

 

A post shared by MintPress News (@mintpress)

وقالت غدي عبر حسابها على الفيسبوك: “ميتا الصهيوني أوقف حسابي الانستغرام الذي يحصل إلى نحو عشرين مليون مستخدم في الشهر.” لافتة إلى إنشائها حساب بديل عن المحذوف.

عُرفت الإعلامية الشابة بمواقفها الداعمة للمقاومة اللبنانية والفلسطينية، وفضحها لجرائم الكيان الصهيوني منذ بدء حرب الإبادة على غزة في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.

تصريحات غدي فرنسيس التي دفعت ثمنها بإسكات صوتها

وفي آب/ أغسطس 2025، صرحت غدي في لقاء متلفز على شاشة قناة “Lebanon On”: “بأن اللبنانيين/ات الحق في قتل الإسرائيليي/ات ن في أي مكان في العالم، مستندةً في حديثها إلى نصوص في اتفاقيات جنيف.

وأوضحت خلال اللقاء حول قضية الاحتلال الإسرائيلي لأجزاء من الأراضي اللبنانية، أن الاتفاقيات الدولية تتيح للدول التي تتعرض لاحتلال عسكري استخدام كافة أشكال المقاومة، بما في ذلك الحق في مواجهة الإسرائيليين/ات داخل لبنان أو خارجه، على حد تعبيرها، مضيفةً: “هذه الاتفاقية تعطيك الحق في أن تقتل إسرائيليًا/ة حتى لو صادفته في باريس.”

وتُثير غدي بتصريحاتها دائمًا عاصفة من التفاعل والجدل حول مواقفها الداعمة للقضية الفلسطينية والمقاومة في لبنان وغزة، وعندما سُئلت عن رأيها بكيفية رد المقاومة في لبنان على الاعتداءات الإسرائيلية على الجنوب وقطاع غزة، قالت إنه لا يحق لأحد تقييم أداء المقاومة.

وقالت في لقاء صحافي عبر أحد منصات التواصل الاجتماعي: “نحن صغار جدًّا لتقييم أهل الدم سواء في فلسطين أو في لبنان، فحين نرى مشهد استشهاد شباب/ات بعمر الورد ورجال ونساء وأطفال ومدنيين/ات عزل”.

وأوضحت أن المقاومة في لبنان، تقدم التضحيات وتبذل الغالي والنفيس دعمًا للقضية الفلسطينية ولصمود الشعب الفلسطيني، ولحماية المواطنين/ات اللبنانيين/ات من آلة القتل الإسرائيلية.

وأبانت أن لا أحد في لبنان له الحق في تقييم أداء المقاومة، خاصة في ظل استشهاد الصحافيين/ات إلى جانب المقاومين في الجنوب اللبناني.

في كانون الثاني/ يناير 2024 أكدت الصحافية اللبنانية بإحدى تغريداتها على حسابها على منصة X على ضرورة محاربة متقلبي الفكر ومجزئي الولاء، خصوصًا ممن يشكّكن/ون في صدق وعزيمة المقاومة في لبنان وفلسطين، وأمثالهم ممن يتجاهلن/ون معاناة أبناء الشعب الفلسطيني.

وأشارت إلى وجوب محاربة المتسلّقين/ات على اسم المقاومة والإنسانية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وذلك من خلال استخدام ميزات “البلوك، الحذف، الكتم والتقييد”.

وسبق وصرحت غدى عبر شاشة قناة “أورانج تي في” اللبنانية، في عام 2022، بأنها لا ترغب في وجود إسرائيل من الأساس، قائلة: «عندما أجلس في مقهى بميلانو وألتقي بأشخاص من مصر والمغرب والعراق، لا يثير ذلك أي مشكلة، لكن عندما يدخل إسرائيلي ويسمعني أتحدث بلهجة لبنانية، ينتابه الرعب».

وفي نفس الظهور، اتهمت إسرائيل بارتكاب محرقة، في إشارة إلى جرائم جماعية ارتكبتها بحق الفلسطينيين/ات.

تقرير “محو وقمع”: ميتا متهمة بإسكات الرواية الفلسطينية وتجاهل خطاب الكراهية العبري

ومنذ اندلاع حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية على غزة، تتعمد شركة ميتا بحذف وتعطيل حسابات لشخصيات مؤثرة وداعمين/ات لأهالي غزة وللحقوق الفلسطينية عبر منصاتها، وخاصة إنستغرام وفيسبوك،

ولكن شركة “ميتا” تزعم بأن هذه الحسابات انتهكت سياسات الأفراد أو المحتوى او بحجة السلامة، بينما تواجه هذه المزاعم اتهامات متزايدة بأن هذه الحذف أو الإيقاف للحسابات جزء من سياسة رقابة ممنهجة ضد الأصوات التي تدعم الفلسطينيين/ات أو تنتقد الاحتلال الإسرائيلي.

في كانون الأول/ ديسمبر 2024 ، أصدرت حملة “المركز العربي لتطوير الإعلام الاجتماعي” تقريرًا بعنوان “محو وقمع: شهادات فلسطينيّة عن رقابة ميتا،” الذي يستعرض شهادات مباشرة لمؤثرين/ات وصحفيين/ات فلسطينيين/ات، ووسائل إعلام فلسطينيّة، ممن تعرضوا/ن لممارسات ميتا التمييزيّة، ويكشف عن نهج شركة “ميتا” في قمع المحتوى الفلسطينيّ وإسكاتها للرواية الفلسطينيّة، خاصةً خلال الإبادة الجماعيّة المستمرة على قطاع غزة.

يتضمن التقرير 20 شهادة توثّق تجاربًا لمستخدمين/ات فلسطينييّن/ات تعرضوا/ن لحذف منشوراتهم/ن، وتعطيل حساباتهم/ن، وتقييد وصولهم/ن إلى جمهورهم/ن.

أشار التقرير إلى أن “ميتا” تعتمد سياساتٍ مجحفةٍ ضد المحتوى الفلسطينيّ، حيث تقوم بحذف منشورات أو تُقيّد وصول المحتوى بدعوى انتهاك السياسات، بينما تغض الطرف عن خطاب الكراهية والتحريض ضد الفلسطينيين.

جديربالذكر، أنه تم توثيق أكثر من 15 مليون محتوى تحريضي باللغة العبرية ضد الفلسطينيين عبر مختلف وسائل التواصل الاجتماعي منذ تشرين الأول 2023، وفقًا لما رصده “مؤشر العنف”، النموذج اللغوي المدعّم بالذكاء الاصطناعي الذي طوره مركز حملة.

 

عرض هذا المنشور على Instagram

 

‏‎تمت مشاركة منشور بواسطة ‏‎Maktoob‎‏ (@‏‎maktoobmedia‎‏)‎‏

من صالح الجعفراوي إلى شون كينغ.. قائمة طويلة من الأصوات المحجوبة

ونرصد  أسماء بعض الحسابات الشهيرة والشخصيات المؤثرة التي قامت شركة ميتا بحذف أو تعطيل حساباتها بسبب دعمها لأهالي غزة أو نشر محتوى مؤيد للفلسطينيين/ات:

  • الصحافي الفلسطيني صالح الجعفراوي: تم حذف حسابيه على إنستغرام بعد أن تجاوز عدد متابعيه 9.5 ألف.
  • حساب 24FM: قناة إعلامية فلسطينية على فيسبوك تم تعليق حسابها مؤقتاً.
  • الناشط الأميركي شون كينج (Shaun King): معروف بدعمه للقضايا الاجتماعية والفلسطينية، تم حظر حسابه على إنستغرام من قبل ميتا بحجة مخالفة السياسات، وهو اتهم الشركة بالرقابة الانتقامية.
  • تامر المسحال (مقدم برامج في قناة الجزيرة) : تمّ حذف حسابه على فيسبوك بعد برنامج انتقد فيه إسرائيل.

بجانب هذه الأسماء هناك قائمة أخرى تضم العديد من الصحافيين/ات والنشطاء/ات بينهم؛ بيسان عودة، هند خضري، ومعاذ عزيزة، الذين/ اللواتي أبلغوا/ن عن حظر حساباتهم/ن أو تضييق وصولهم/ن على منصات ميتا.

 

قد يعجبك ايضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد