
إيران: زهرا قائمي.. خُنقت لأنها أرادت أن تعيش بحرية
مقتل الناشطة الحقوقية والأستاذة الجامعية خنقًا على يد زوجها
قُتلت زهرا قائمي، الناشطة في مجال حقوق المرأة وعضو مجموعة دراسات المرأة في جامعة طهران، على يد زوجها بعد أن طلبت الانفصال والطلاق منه.
أفادت تقارير نشرتها وسائل إعلام إيرانية، أن الزوج أقدم على خنقها أثناء نومها. فيما أفادت شيوا علينقيان، وهي أستاذة سابقة في كلية العلوم الاجتماعية بجامعة طهران، عبر منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، بصحة نبأ القتل.
كانت زهرا أُمًّا لفتاة تبلغ من العمر 12 عامًا، وتعمل في كلية العلوم الطبية بالجامعة نفسها، حيث خصّصت جزءًا من نشاطها الأكاديمي لدراسة التمييز والعنف ضدّ النساء.
ومن جانبها، أشارت منظمة “هنغاو”، المعنية بحقوق الإنسان في إيران، إلى أن زهرا قائمي تعرّضت، في 11 تشرين الأول/أكتوبر الجاري، للخنق حتى الموت على يد زوجها، ووصفت الحادثة بأنها حالة جديدة من جرائم قتل النساء في إيران، مؤكدة أن الجريمة تسلّط الضوء على تفاقم العنف ضد النساء، حتى بين الفئات المتعلّمة والنشطة اجتماعيًا.
وأضاف التقرير أن “النظام الإيراني، من خلال حرمان النساء من حقوقهن الأساسية وفرض قوانين تمييزية ضدهن، لا يتحمل فقط مسؤولية مباشرة عن بعض جرائم القتل، بل يهيئ أيضًا بيئة تشجع على العنف ضد النساء”.
View this post on Instagram
في المقابل، لم تُعلن السلطات الإيرانية حتى الآن تفاصيل إضافية عن التحقيق القضائي أو دوافع جريمة قتل الحقوقية وأستاذة الجامعة زهرا قائمي.
شهدت إيران تصاعدًا حادًا في جرائم قتل النساء خلال السنوات الأخيرة، وغالبًا ما تُدرج هذه الجرائم تحت ما يُعرف زعمًا بـ “جرائم تتم بذريعة الشرف”.
أكتوبر الدموي.. حوادث قتل النساء مستمرة
حادثة مقتل زهرا قائمي ليست الأولى في شهر تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، بل شهد هذا الشهر نزيف مستمر لدماء نساء أخريات.
في 3 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، ذكرت منظمة حقوق الإنسان “هانا” أنّ امرأة تُدعى شهلا كريماني (38 عامًا)، من مهاباد، قُتلت خنقًا على يد زوجها وشقيقه “بطريقة وحشية.”
وفي 11 تشرين الأول/أكتوبر الجاري، قُتلت امرأةٌ تُدعى “ساجدة سندكزهي”، وهي أُمّ لطفلين صغيرين، على يد والد زوجها بسلاح صيد في إحدى قرى محافظة سيستان وبلوشستان، بعد خلافٍ على منظم أسطوانة غاز. ودُفنت جثتها في اليوم التالي في مدينة سوران.
وفي 13 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، تُوفِّيت امرأةٌ تبلغ من العمر 80 عامًا تُدعى سكينة، بعد عشرة أيام من إصابتها بنزيفٍ دماغي نتيجة تعرّضها للضرب بأنبوبٍ حديدي من قِبل ابنها إثر خلافٍ مالي، وأكّد التقرير الطبي وجود آثار كدمات على جسدها.
تُظهر هذه الجرائم الأربع، ولا سيما مقتل زهرا قائمي، تفاقم أزمة قتل النساء والعنف الأسري ضدّ النساء المستقلات والمتعلّمات في إيران، في ظلّ صمتٍ وتستّرٍ من المؤسسات الرسمية.
وتعتبر هذه الجرائم ليست حوادث معزولة، بل تعبيرٌ عن ثقافةٍ ذكورية متجذّرة في بنية النظام الإيراني، تُبرّر العنف ضدّ النساء وتحوّله إلى سلوكٍ مألوفٍ ومشروع.
تقرير حقوقي : 158 حالة قتل لنساء في إيران لعام 2024
ذكرت منظمة حقوق الإنسان “هرانا” في تقريرها، في آب/ أغسطس الماضي أن 45 امرأة قُتلن خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام الحالي على يد أفراد من أسرهن.
وأشار تقرير هرانا إلى أنه خلال عام 2024 تم تسجيل: 158 حالة قتل لنساء، وأكثر من 16,500 حالة عنف أسري، وأكثر من 30 ألف حالة اعتقال أو ملاحقة بتهمة “سوء الحجاب.”
وعلى الرغم من هذه الأرقام الصادمة، فلا يزال مشروع قانون “حماية النساء من العنف” الذي تم إعداده قبل نحو 14 عامًا، معطّلاً بين أروقة البرلمان الإيراني ولم يُقر بعد.
وفي 26 أيلول/ سبتمبر الماضي، أكدت ماي ساتو، المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحقوق الإنسان في إيران في تقريرها، أن البلاد شهدت 108 حالات قتل نساء خلال العام الماضي، مشيرة إلى أن غياب قانون شامل لمكافحة العنف الأسري، وعدم تجريم الاغتصاب الزوجي، يساهمان في تفاقم هذا العنف ضد النساء في إيران.