
تقرير حكومي: امرأة من كل خمس نساء تُعيل أسرتها في المغرب
كشفت المندوبية السامية للتخطيط بالمغرب، في تقريرها السنوي الصادر اليوم الأربعاء 15 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، بعنوان “المرأة المغربية في أرقام”، عن تحولات اجتماعية وديموغرافية بارزة عرفها المجتمع المغربي خلال العقدين الأخيرين، مست جوانب الزواج والطلاق وهيكلة الأسر، وأبرزت الأرقام مسارًا متغيرًا يعكس التحولات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية التي تعيشها المرأة المغربية في مختلف المجالات.
أظهرت الأرقام أن النساء يتحملن مسؤولية إعالة نحو 19.2% من الأسر المغربية لعام 2024، بعدما كانت 16.2% عام 2014، أي ما يقارب خُمس المجموع العام للأسر في البلاد.
View this post on Instagram
وكشف التقرير أن الظاهرة أكثر حضورًا في الوسط الحضري، حيث وصلت النسبة إلى 21.6%، مقابل 14.5% في الوسط القروي، أما من حيث الوضعية الاجتماعية، فتُمثل الأرامل الشريحة الأكبر من النساء المعيلات بنسبة 54.7% سنة 2024، وهي نسبة شبه مستقرة مقارنة بعام 2014.
ويُظهر التقرير أن النساء المتزوجات يشكلن 36.2% من ربات الأسر في القرى، مقابل 19.2% فقط في المدن. وعلى العكس، ترتفع نسبة ربات الأسر المطلقات في المدن لتبلغ 15.1%، أي نحو ثلاثة أضعاف مثيلاتهن في القرى (5.7%).
كما ارتفعت نسبة ربات الأسر العازبات من 7% عام 2014 إلى 9.5% عام 2024، في مؤشر على توسع ظاهرة الاستقلال الاجتماعي والمعيشي لدى النساء المغربيات.
تزويج القاصرات
وأظهر التقرير انخفاضًا كبيرًا في تزويج القاصرات، حيث تراجعت نسبة الشابات (20 إلى 24 سنة) اللواتي تزوجن قبل بلوغ 18 سنة من 15.9 في المائة سنة 2004 إلى 8.4 في المائة سنة 2024، فيما تراجع زواج الفتيات دون 15 سنة من 2.5 في المائة إلى 0.2 في المائة خلال الفترة نفسها.
ورصد التقرير تسجيل معدلات العزوبة عند سن الخمسين ارتفاعًا ملحوظًا، خصوصا في الوسط القروي لدى النساء، حيث قفزت النسبة من 3.9% عام 2004 إلى 11.1% في 2024. هذا التطور يُظهر تحولات في القيم الاجتماعية ونظرة المجتمع إلى مؤسسة الزواج.
الطلاق
في المقابل، سجل معدل الطلاق ارتفاعًا ملحوظًا خلال السنوات الأخيرة، إذ انتقلت الحالات من 44 ألفًا و408 حالة سنة 2014 إلى 67 ألفًا و556 حالة سنة 2023، ثم 65 ألفا و475 حالة سنة 2024.
وأصبح الطلاق الاتفاقي الشكل الأكثر انتشارا لإنهاء العلاقة الزوجية، بعدما ارتفعت نسبته من 63.1 في المائة سنة 2014 إلى 89.3 في المائة سنة 2024، ما يعكس توجها متزايدا نحو التسويات الودية والحد من النزاعات القضائية.
كما شهدت التركيبة الديموغرافية للمطلقين تحولًا، حيث ارتفعت نسبة الرجال المطلقين ما بين 45 و49 سنة من 20.9 في المائة إلى 32 في المائة، بينما تراجعت نسبة النساء ضمن هذه الفئة من 79.1 إلى 68 في المائة، في دلالة على تغير أنماط الحياة الزوجية في المجتمع المغربي.
النساء المستقلات
من أبرز ما سجله تقرير المندوبية، التغير الجذري في هيكل الأسر المغربية؛ فقد تزايد عدد الأسر التي تعيلها نساء بشكل ملحوظ.
وارتفعت نسبة النساء اللواتي يعشن بمفردهن إلى 28.9% عام 2024، مقابل 16.3% عام 2004.
ويبرز التحول الأكبر في فئة الأسر أحادية الوالدين (أب أو أم مع ابن غير متزوج أو أكثر)، حيث أصبحت النساء يشكلن 39.7% من أرباب هذه الأسر في عام 2024، مقابل 1.2% فقط للرجال، ما يعكس تصاعد دور المرأة كمصدر رئيسي للإعالة والمسؤولية الأسرية.