هل التحرّش والعنف الأسري وراء موت الدكتورة ريما صبيح؟

بعد حذفها لمنشوراتٍ تلمح فيها إلى التعرض للعنف والتحرّش الأسري في طفولتها، نُشر على حساب الدكتورة ريما صبيح منشورًا عبر “فيسبوك” منشورًا يعتذر فيه لمتابعيها/ـاتها ويدعي: “حسابي تعرّض للتهكير“.

وبعد نحو شهرٍ ونصف، أُعلن عن وفاتها. فهل لتلك المنشورات صلة برحيل ريما صبيح؟

ضحية التحرّش والعنف الأسري

“وكأنّ البيت هو المقصلة، والعائلة هم الجلاد” – بهذه العبارات وصفت ريما ما تعرّضت له.

الأكاديمية التي تنحدر من أسرةٍ تعيش في القدس، في منطقة بيت حنينا، ذكرت في أحد منشوراتها أن ما تعرّضت له في طفولتها جعل من جسدها كهلاً، لكن روحها ظلّت معلّقة بتلك الطفلة التي انجرحت إثر تعرّضها للتحرّش والعنف، وسط صمتٍ وتكتّمٍ من عائلتها.

وسرعان ما اختفت هذه المنشورات التي تكرّر فيها اتهام ريما لعائلتها بظلمها والتستّر على جريمةٍ ارتُكبت بحقّها في طفولتها، ما أدّى إلى اضطرابها النفسي في الكِبر.

ففي منشورٍ آخر ضمن سلسلة المنشورات المحذوفة، ذكرت ريما أنّها مصابة باضطرابٍ ثنائيّ القطب واضطراب الشخصية الحدّية، وأوضحت أنّها لا تقول ذلك بدافع استدرار التعاطف، ولا تخجل منه، فهو ليس عيبًا ولا ضعفًا، بل “جراحٌ عميقة خلفتها صدمةٌ مبكرة، أكبر من أن تستوعبها طفلة، وإهمالٌ طويل من أقرب الناس، وجهلٌ وظلمٌ تكرّرا حتى صارا جزءًا من هواء حياتي”.

ويبدو أن الجريمة التي تعرّضت لها ريما في طفولتها انعكست بوضوحٍ على سلوكها في الكِبر، غير أنّها -كما ورد في منشوراتها – كانت على وعيٍ تامٍّ بحالتها ومدركةً لما تعانيه.

عائلة ريما تتّهمها بعد رحيلها

فارقت ريما الحياة صباح يوم الجمعة 17 تشرين الأول/أكتوبر 2025.

وذكرت عائلتها أنّها توفيت “بعد صراعٍ طويلٍ مع المرض”، وقدّمت رواياتٍ مختلفة حول أسباب الوفاة وأمراضٍ متفرّقة.

كما أكّدت العائلة أن ما نُشر على حساب ريما من منشوراتٍ ناتجٌ عن إصابتها باضطرابٍ ثنائيّ القطب، ما يجعلها – حسب روايتهم/ـن –  تتوهّم أن أسرتها تخطّط ضدّها، ثم تعود لاحقًا إلى حالتها الطبيعية.

لكنّ المنشور الذي كتبته ريما قبل وفاتها، والذي أشارت فيه إلى وعيها الكامل بحالتها النفسية، يتقاطع تمامًا مع رواية العائلة التي تزعم أنّها كانت تتوهّم.

 

بين الحقيقة والتستّر

كانت ريما تعمل أستاذةً جامعية وعضو/ـة في الهيئة الأكاديمية في دائرة الرياضيات – كلية العلوم، جامعة بيرزيت.

وقد نعتها إدارة الجامعة، كما نعَتها طالباتها/ـها، اللواتي تخيّلن أنها راحت ضحيةً لكشفها جريمةً ارتُكبت بحقّها من قِبل أسرتها، لتصبح في نظر كثيرين/ـات رمزًا جديدًا لنساءٍ قُتلن فقط لأنّهن كشفن ما تعرّضن له من جرائم أسرية.

الناشطون/ـات والمتابعون/ـات على مواقع التواصل الاجتماعي طالبوا/ن بالكشف عن ملابسات رحيل ريما صبيح التي دُفنت في مقبرة بيت حنينا -حيث مسقط رأسها- وبإجراء تحقيقٍ عادلٍ وفوريٍّ للتوصّل إلى حقيقة ما جرى، ومحاسبة الفاعلين/ـات إن وُجدوا/ـن.

قد يعجبك ايضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد