بذريعة وجبة أرز.. رجل يلقي زوجته من الطابق الثالث في بور سعيد

أقدم زوج في العقد الثالث من عمره على إلقاء زوجته من شرفة منزله في الطابق الثالث، بعد مشادة كلامية بينهما داخل المطبخ.

وقعت الحادثة في منطقة القابوطي في محافظة بورسعيد. تروي والدة الزوجة القصة قائلة إنّ المعتدي فارس حمدي عبد الله، زوج ابنتها دعاء خلف، عاد إلى المنزل وطلب منها إعداد الغداء. وأضافت “كان يريد طبقًا من الأرز على الغداء، لكن دعاء أخبرته أنها حضرت العيش لأنها متعبة وحامل”.

وتحوّل الخلاف، بحسب رواية والدة الزوجة، إلى نوبة غضب وعنف، حيث اعتدى الزوج على زوجته بالضرب، ثم حملها ورماها من الطابق الثالث.

قام بقلع أظافرها، وعضها في وجهها، ثم حاول كسر فكها، وأخيرًا استخدم سلاحًا أبيض وبدأ بضربها، بعدها ألقاها من الشرفة.

 

دعاء في المستشفى بعد فقدان جنينها

بدأت تفاصيل الواقعة عندما تلقت الأجهزة الأمنية إخطارًا يفيد بسقوط سيدة من شرفة أحد المنازل في أحد أحياء بورسعيد. وعلى الفور، انتقلت قوة من الشرطة إلى موقع البلاغ، وتبيّن أن الزوج المعروف بـ”فارس الجن” هو من قام بدفع زوجته، البالغة من العمر نحو واحد وعشرين عامًا، أثناء مشادة نشبت بينهما بسبب خلاف بسيط أثناء إعداد وجبة الغداء داخل المطبخ.

وأوضحت التحريات الأولية أنّ الزوج فقد أعصابه واعتدى عليها بالضرب، ثم دفعها من الشرفة، فسقطت من الطابق الثالث على الأرض وسط صدمة المارة والجيران.

الجن لم يكتفِ بضرب ضحيته، بل قام بقلع أظافرها، وعضها في وجهها، ثم حاول كسر فكها، وأخيرًا استخدم سلاحًا أبيض وبدأ بضربها، بعدها ألقاها من الشرفة. وكانت هذه الجريمة قد وقعت بعد أربعة أيام من زواجهما.

تم استدعاء سيارة إسعاف، ونُقلت المصابة إلى مستشفى السلام لتلقّي العلاج اللازم. وأظهر التقرير الطبي المبدئي أنّها تعاني من كسور متفرقة في القدمين والحوض والظهر، إضافة إلى جروح متعددة في أنحاء الجسد. وقد أُدخلت غرفة العمليات لإجراء جراحة دقيقة لترميم العظام المتضررة، ثم نُقلت إلى العناية المركزة تحت إشراف فريق طبي مختص، نظرًا لخطورة حالتها الصحية التي وُصفت بأنها حرجة، لكنها مستقرة نسبيًا بعد تدخل عاجل من الأطباء/الطبيبات.

التحقيقات تكشف تفاصيل جديدة

بمجرد وصول الأجهزة الأمنية إلى موقع الحادث، تم القبض على الزوج قبل محاولته مغادرة المكان. وأُحيل إلى قسم الشرطة لتحرير محضر بالواقعة. وخلال التحقيقات الأولية، أقرّ بأنه دخل في مشادة حادة مع زوجته انتهت بدفعها من الشرفة، مؤكدًا أنه لم يقصد قتلها، وأنه أدرك فداحة ما فعله بعد سقوطها أمام عينيه.

وقد أمرت النيابة العامة بحبسه أربعة أيام على ذمة التحقيق، مع استمرار جمع التحريات وسماع أقوال الأطباء المشرفين على الحالة.

وكشفت التحقيقات أن العلاقة بين الزوجين كانت مضطربة منذ بداية الزواج، وأن الخلافات المتكررة بينهما كانت تتطور أحيانًا إلى مشادات حادة داخل المنزل. كما أشارت المصادر إلى أن الزوجة كانت تحاول تجنب الصدام حفاظًا على استقرار الأسرة، إلا أن الخلاف الأخير كان الأعنف وانتهى بهذه الجريمة التي كادت تودي بحياتها.

الحالة الصحية لدعاء خلف غير مستقرة

إذ خضعت لعدة عمليات جراحية لتثبيت الكسور في القدمين والحوض

فضلا عن فقدانها جنينها

الوضع الصحي الحالي للزوجة

أفادت مصادر طبية من داخل المستشفى بأن الحالة الصحية للزوجة الشابة ما زالت غير مستقرة، وقد فقدت جنينها. كما خضعت لعدة عمليات جراحية لتثبيت الكسور في القدمين والحوض، بينما يواصل الأطباء/الطبيبات مراقبة حالتها داخل العناية المركزة خوفًا من حدوث مضاعفات خطيرة. وقد تقرّر منع الزيارة عنها بناءً على تعليمات الفريق الطبي حتى تستقر حالتها بشكل نهائي.

من جانبها، كلفت النيابة العامة المباحث الجنائية بالتحفظ على كاميرات المراقبة الموجودة بالمنطقة المحيطة بالعقار لمراجعتها، ورصد تفاصيل الواقعة لحظة بلحظة. كما قررت استدعاء عدد من سكان المنطقة لسماع أقوالهم/ن ضمن التحريات الجارية، دون إعلان أي نتائج رسمية حتى الآن.

وتواصل الأجهزة المختصة استكمال التحقيق في الواقعة تمهيدًا لإحالة المتهم إلى المحاكمة الجنائية بعد صدور تقرير الطب الشرعي والتقارير الطبية النهائية الخاصة بالمصابة، التي ما زالت تصارع من أجل التعافي داخل المستشفى، فيما تطالب أسرتها بتحقيق العدالة ومحاسبة الجاني.

كما لاقت الجريمة موجة من الذعر والغضب على مواقع التواصل الاجتماعي، وعبر النشطاء/ات عن غضبهم/هن بسبب تصاعد جرائم العنف الاسري المرتكبة ضد النساء اذ سجلت في 2024 أكثر من 1195 جريمة عنف ضد النساء في مصر، وطالبوا/طالبن الجهات المعنية بتحقيق العدالة ومحاسبة المجرمين.

وأكدت المصادر الطبية أن الزوجة تحتاج إلى فترة علاج وتأهيل طويلة، نظرًا لتعرّضها لكسور مضاعفة في القدمين والحوض والفقرات السفلية، وأن الأطباء/الطبيبات يسعون لمنع أي شللٍ محتمل نتيجة إصابات الظهر البالغة.