امرأة تنتحر في بغداد هربًا من منظومة العنف

متى تجد النساء مساحاتها الآمنة؟

أفاد مصدر أمني يوم الأربعاء 29 تشرين الأول/أكتوبر، بانتحار امرأة حرقًا داخل منزلها شمالي العاصمة بغداد.

وقال المصدر إن امرأة أقدمت على الانتحار بحرق نفسها داخل كراج منزلها باستخدام مادة البنزين في منطقة الوزيرية، شمالي بغداد.

وبحسب المعلومات الأولية فإن الحادث “ناجم عن خلافات زوجية” دفعت الامرأة إلى إنهاء حياتها، في مشهدٍ يفتح الباب أمام سؤالٍ موجع: إلى أي حدٍّ أصبح انتحار النساء شكلًا قسريًّا للهرب من العنف الأسري ومن عنف المنظومة الأبوية في ظل انعدام المساحات الآمنة والحماية الحقيقية؟

وغالبًا ما تكون الخلافات الزوجية التي تُذكر في البيانات الرسمية مجرد غطاءٍ لتجارب أعمق من العنف الجسدي والنفسي والاقتصادي الذي تتعرض له النساء. فعندما تغيب المساحات الآمنة،  (ملاجئ، دعم قانوني، شبكات تضامن)، يتحول الانتحار أحيانًا إلى خيار قسري وليس إرادي، ناتج عن انعدام الأمان والقدرة على النجاة.

 

تسجل جرائم القتل المرتكبة ضد النساء أحيانًا من قبل العائلة أو الزوج على أنها انتحار.

انتحار النساء بسبب جرائم العنف الأسري

تتكرّر حالات انتحار النساء في السنوات الأخيرة في العراق، ولأسباب مختلفة، أبرزها ما تتعرّض له النساء من جرائم العنف الأسري التي تدفع بعضهن إلى إنهاء حياتهن، فضلاً عن تسجيل بعض جرائم القتل المرتكبة من قبل الأسرة أو الأقارب، لتسجّل فيما بعد على أنها حالات انتحار.

ولا توجد تقارير واضحة عن عدد حالات الانتحار الخاصة بالنساء، لكن هناك تقارير لمنظمات حقوقية، خلال الفترة ‎2022 حتى منتصف 2024، تفيد بتسجيل أكثر من 2,000 حالة انتحار أو محاولة انتحار في العراق.

وفي العاصمة بغداد، تمّ تسجيل 64 حالة انتحار (رجال ونساء معًا) في الربع الأول من عام 2025 (من 1 كانون الثاني/يناير إلى 1 نيسان/أبريل).

قد يعجبك ايضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد