
مشيًا على الأقدام.. نساء “خنيفرة” ينتفضن ضد التهميش والإهمال
المغربيات رفضن القمع الأمني وواصلن المسيرة
شاركت عشرات النساء المغربيات في مسيرة احتجاجية في منطقة تلحينات بإقليم خنيفرة، للمطالبة بإصلاح الطريق الرئيسية التي تربط دواوير المنطقة بمركزها، بعدما أصبحت في وضعية متدهورة تهدد سلامة مستعمليها.
وخرجت النساء حاملات الأعلام الوطنية ومحملات بأطفالهن على ظهورهن، وهن مصممات على قطع أزيد من 20 كيلومترا، أمس الثلاثاء 4 تشرين الثاني/نوفمبر، سيرًا على الأقدام نحو مقر عمالة الإقليم، للمطالبة برفع التهميش وفك العزلة عن المنطقة، وتوفير أبسط الحقوق، وقوبلت بتدخل أمني لتفريقها ومنع النساء من إكمال الطريق وإسماع صوتهن للمسؤولين الإقليميين.
ورفعت المشاركات في المسيرة شعارات تدعو إلى رفع التهميش عن المنطقة وتحسين البنية التحتية، مؤكدات أن الطريق التي يعتمد عليها السكان بشكل يومي نحو المدارس والأسواق والمرافق الصحية تحولت إلى مصدر معاناة مستمرة، خصوصا خلال فصل الشتاء حين تتسبب الانجرافات والطين والحفر العميقة في عرقلة التنقل وعزل عدد من الدواوير.
وأوضحت إحدى النساء المحتجات في تصريح لوسائل إعلام محلية، أن الطريق لم تعرف أي إصلاح حقيقي منذ سنوات، رغم الوعود المتكررة من قبل المجالس المنتخبة، مشيرات إلى أن الوضع القائم يجعل سيارات الإسعاف والتموين تجد صعوبة بالغة في الوصول إلى المنطقة، مما يزيد من معاناة السكان خاصة في الحالات المستعجلة.
وعبرت المحتجات عن رفضهن للتدخل الأمني لمنعهن من حقهن في الاحتجاج ونقل أصواتهن للمسؤول الأول عن الإقليم، وحاولن مواصلة مسيرتهن متحديات المنع، وقد تدخل العديد من المسؤولين المحليين والمنتخبين في محاولة لتهدئة الوضع وإعادة المحتجات لبيوتهن، مع تقديم الوعود بالتجاوب مع المطالب.
وعبّر عدد من سكان “تلحيانت” عن دعمهم/ن للمسيرة النسائية، معتبرين/ات أنها جاءت بعد تراكم شكاوى ومراسلات لم تلق أي تجاوب من الجهات المعنية، مؤكدين/ات أن صبر السكان نفد أمام استمرار الإهمال وغياب تدخل عاجل لإصلاح الطريق التي تشكل الشريان الحيوي الوحيد للمنطقة.
وفي المقابل، حاولت السلطات المحلية المغربية إقناع المحتجات بالتراجع عن التوجه نحو مقر العمالة وفتح حوار ميداني، بينما واصلت النسوة سيرهن بعد تجاوز أربعة سدود أمنية، متمسكات بإيصال صوتهن إلى المسؤولين الإقليميين مباشرة.
وفي ختام المسيرة، تم الاتفاق على اختيار عشر نساء يُمثلن سكان المنطقة، لفتح حوار رسمي مع مسؤولي/ات الإقليم، من أجل عرض مطالبهن المتعلقة بإصلاح الطريق ومناقشة سبل تنفيذها في أقرب الآجال الممكنة، وسط تأكيد المحتجات على استمرار تعبئتهن إلى حين تحقيق الوعود المعلنة وإنهاء معاناة المنطقة مع العزلة والتهميش.
وتشهد قرى المغرب بعدة جهات منذ أشهر مسيرات تكاد لا تتوقف، للمطالبة برفع التهميش والإقصاء، وتوفير الحقوق الأساسية وعلى رأسها الصحة والتعليم والطريق والماء الصالح للشرب، والتقليص من حدة الفوارق المجالية، وتنمية القرى والجبال.
View this post on Instagram
في ال27 أيلول/سبتمبر 2025، انطلقت في المغرب موجة احتجاجات غير مسبوقة قادها شباب/ات من جيل زد، وأطلقوا على أنفسهم اسم “جيل زد 212″، مستخدمين تطبيق “ديسكورد” للتنسيق بينهم.
تحولت بعض من الاحتجاجات إلى أعمال شغب ومواجهات بين قوات الأمن والمتظاهرين، وشهدت مدن إنزكان وآيت عميرة ووجدة والراشيدية وبني ملال وتمارة، ليلة 30 أيلول/سبتمبر أعمال عنف وتخريب استهدفت سيارات للشرطة وممتلكات ومباني خاصة وعامة، بعدما طغى على تلك الاحتجاجات الطابع السلمي منذ انطلاقتها.
وردا على تصاعد حدة الاشتباكات وإحراق السيارات، أعلنت مجموعة “جيل زد 212” رفضها أي أعمال شغب أو تخريب لممتلكات عامة أو خاصة. ودعت في بيان إلى “الالتزام بالسلمية الكاملة، وتجنب أي تصرف قد يستغل لتشويه مطالبنا العادلة”.