
سوريا: 37 جريمة جنائية بينهم نساء وأطفال خلال تشرين الثاني
وثّق المرصد السوري لحقوق الإنسان خلال شهر تشرين الثاني 2025 تصاعدًا خطيرًا في الجرائم داخل مناطق سيطرة الحكومة (سوريا)، في مشهد يعكس هشاشة حماية النساء والأطفال تحديدًا، واتساع دائرة العنف الأسري والجندري. فمنذ مطلع الشهر، سجّل المرصد 37 جريمة أودت بحياة 45 شخصًا بينهم 12 امرأة وطفل واحد، وهو مؤشر واضح إلى أنّ النساء يُقتلن داخل البيوت وفي ظروف غامضة وبطرق عنيفة تعبّر عن انهيار منظومة الحماية.
شهد الشهر جرائم متعددة ضد النساء: مقتل امرأة قرب يبرود في الثالث من الشهر، والعثور على سيدة مقتولة داخل منزلها في جاسم بدرعا في الرابع منه، ومقتل امرأة بطلق ناري داخل منزلها في نوى في التاسع من الشهر، وسيدة أخرى في العزيزية بحلب في العاشر منه بعد تعرضها للخداع والسرقة. كما عُثر على جثة امرأة مفقودة في بصرى الشام بعد يوم واحد فقط على اختفائها، إضافة إلى مقتل امرأة خمسينية بأداة حادة داخل منزلها في قفيلون في التاسع عشر من الشهر. وفي السويداء، قتلت فتاة تبلغ 18 عامًا ووالدتها نتيجة طلقات نارية أصابتهما في الرأس والصدر، بينما بلغت الوحشية ذروتها في نهاية الشهر بوفاة طفلة تبلغ 12 عامًا في بسامس بريف إدلب متأثرة بتعذيب داخل منزل عائلتها.
View this post on Instagram
ضحايا بلا حماية داخل البيوت
كان الطفل الوحيد الذي وثّق مقتله ضمن جرائم إدلب في الرابع من الشهر جزءًا من الصورة نفسها: أطفال داخل بيوت لا توفّر لهم أي حماية، ووسط انهيار كامل لمنظومة الرعاية. أما جريمة بسامس في 30 تشرين الثاني فكانت الأكثر فظاعة، إذ توفيت طفلة 12 عامًا نتيجة تعذيب شديد، بينما نجا شقيقها.
انفلات أمني وسلاح بلا رقابة
إلى جانب الجرائم الجندرية، شهد تشرين الثاني تصاعدًا كبيرًا في الجرائم التي استهدفت رجالًا في سياقات جنائية وأمنية وعشائرية. ففي الأول من الشهر قُتل شاب وأصيب آخر في شجار باللاذقية، وفي الثاني منه عُثر على جثة رجل وزوجته من أبناء الجرنية بعد شهر من فقدانهما. كما قُتل صائغ في جرمانا في الخامس من الشهر إثر عملية سطو، وفي السادس قتل شاب في دوما نتيجة خلاف شخصي تطوّر إلى إطلاق نار.
كما قُتل رجل في ريف حلب في السابع من الشهر إثر خلاف عائلي، وفي التاسع منه قُتل رجل في دمشق بطلق ناري أثناء وجوده في معرض سيارات. وتتابعت عمليات القتل في إدلب ودرعا وريف دمشق، وشهد الثالث عشر من الشهر ثلاث جرائم متزامنة: مقتل حارس فرن في رأس الحصن وسرقة أموال الفرن، ومقتل رجل في مساكن برزة بدمشق على يد ملثمين بدراجة نارية، وقتل رجل آخر في داعل بدرعا.
View this post on Instagram
جرائم خطف انتهت بالقتل
في السادس عشر من الشهر عُثر على جثة شاب من مخيم الوافدين بعد مرور 20 يومًا على اختطافه وفشل المفاوضات على فدية قدرها 10 آلاف دولار. كما قُتل رجل آخر في طفس بدرعا أثناء خروجه من المسجد بعد صلاة المغرب، في جريمة اغتيال واضحة.
الخلافات العشائرية كعامل مضاعف للعنف
شهد الثاني والعشرون من الشهر مواجهات دامية في ريف حلب، حيث قُتل ثلاثة أشخاص بينهم سيدة وأصيب آخران في اشتباك بين عشيرتي المرندية والبطوش. وفي اليوم نفسه، قُتل رجل إثر خلاف على مياه النهر بين قريتي عطشانة الغربية والشرقية.
جرائم السطو المسلح والقتل العشوائي
في 23 تشرين الثاني، اقتحم ثلاثة أشخاص ملثّمون مكتبًا في دير عطية بهدف سرقة مركز صرافة، وأطلقوا النار عشوائيًا على العاملين ومن في محيط المكان، ما أدى إلى مقتل أربعة أشخاص وإصابة آخرين.
الاستهداف المتكرر في إدلب ودرعا
قُتلت معلمة شابة في الطيبة بدرعا أثناء توجهها إلى عملها في الثالث والعشرين، وقتل شاب في إدلب في الخامس والعشرين عندما حاول إغلاق الباب بوجه مسلّح مجهول. وتواصلت عمليات القتل في الصنمين وطفس خلال الأيام الأخيرة من الشهر.
بنية عنف لا حوادث منفصلة
تُظهر الجرائم المتلاحقة أن العنف في مناطق الحكومة السورية يشكل بنية يومية تتسع بلا رادع. النساء والأطفال تحت أعلى درجات الهشاشة، والرجال ضحايا الفوضى الأمنية والعنف المسلّح، والدولة غائبة عن المساءلة والحماية. في ظل هذا الواقع، يتحوّل تشرين الثاني إلى صورة مختصرة لواقع السوريين: موت داخل المنازل، موت على الطرقات، وموت في فجوات غابت عنها العدالة.